تقرير: سوء الخدمات في مستشفيات دمشق… إهمال ونقص يهددان حياة المرضى

يواجه القطاع الصحي العام في دمشق تدهوراً مستمراً، حيث يعاني المرضى من واقع مؤلم يتمثل في الازدحام الشديد، نقص الأدوية والمستلزمات، وتعطل الأجهزة الطبية.

هذا الواقع، الذي لم يتغير رغم مرور عام، يضع حياة طالبي العلاج في مواجهة مباشرة مع الإهمال، بحسب تقرير نشره “الحل نت”

مستشفى المواساة نموذجاً للأزمة

تتفاقم الشكاوى حول سوء الخدمات في أكبر المستشفيات الحكومية، وعلى رأسها مستشفى المواساة الجامعي.

يثير التدهور تساؤلات حول كيفية عجز منشأة أكاديمية ضخمة في العاصمة  دمشق عن تأمين أبسط الأدوات، مما يحول المشكلة الإدارية إلى مأساة إنسانية للمرضى

شهادات تُوثق المعاناة:

نقص المستلزمات الأساسية: تروي نبيلة السيد لموقع “الحل نت” قصة معاناتها مع ابنتها، حيث اضطرت لنقلها إلى الإسعاف بسبب ضيق التنفس الشديد.

وقد صُدمت عندما طُلب منها شراء “كيس لضبط التنفس” من خارج المستشفى، قائلة: “رجعت بلا كيس وبنتي عم تختنق، حسّيت إنو المريض بالبلد لازم يجيب كل شي بإيده، حتى الهوا”

نقص الأسرة والإهمال: شهدت سارة العربينية حالة خالتها التي عانت من التهاب رئوي حاد، حيث أُجبرت على الانتظار على كرسي لعدم توفر سرير، وسط مشاهد لمرضى يصرخون طلباً للأوكسجين وأجهزة معطلة.

وأكدت أن “الناس بتموت قدامهم وما بيقدروا يعملوا شي”

البحث عن الأدوية: عانى أبو رامي قطنة من نقص المسكنات والحقن الضرورية لعلاج ابنه في قسم الطوارئ، مما أجبره على رحلات مرهقة بين الصيدليات لتأمينها

الأزمة الإدارية والمالية تُعقد الوضع

يؤكد أحد الأطباء العاملين في مستشفى المواساة، في شهادة لـ “الحل نت” فضّل فيها عدم ذكر اسمه، أن الأزمة أعمق من مجرد نقص.

أوضح الطبيب أن “إنّ معظم المستلزمات قد نفدت تقريباً” بسبب ضعف الوارد من الوزارة والمنظمات

كما أشار إلى تعقيدات إدارية خطيرة:

“الآلية الإدارية معقدة، فالمستشفى يتبع إدارياً لوزارة التعليم العالي، بينما يمر التمويل عبر وزارة الصحة، وهذا يسبب تأخيراً كبيراً في مختلف الإجراءات”

وأضاف أن أجهزة حيوية مثل الطبقي والرنين والتحاليل مُعطلة، وصيانتها تتطلب ميزانيات ضخمة غير متوفرة.

ويختتم الطبيب حديثه بالتأكيد: “المشكلة بالأساس نحاول تسيير الأمور قدر الإمكان، لكن الإمكانيات محدودة جداً، وعدد المرضى ضخم، وأصبحنا عاجزين حتى عن تأمين أبسط المستلزمات”

في الختام، وبين تبريرات نقص التمويل واتهامات الفساد الإداري، يبقى المواطن هو الضحية، في ظل ما يوصف بأنه فوضى الإهمال والروتين القاتل، وغياب دور وزارة الصحة في تأمين حق العلاج للسوريين.

 

اقرأ أيضاً:7.4 مليون متضرر في سوريا: الصحة العالمية تحذر من انهيار وشيك للنظام الصحي

اقرأ أيضاً:انطلاق ميثاق الصحة: خطة لرفع أجور الكوادر وتحسين التأمين الطبي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.