دندي: إقامة دولة فلسطينية مستقلة حق مشروع

أكدت بعثة سورية الدائمة لدى الأمم المتحدة وقوف دمشق إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ووقف العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة المنكوب.

وقال القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي، أن الاحتلال الإسرائيلي يشعل المنطقة ويدفعها نحو تفجير لا يمكن احتواؤه من خلال مواصلة جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، مشيراً إلى أن اعتماد الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قراراً يطالب بوقف فوري لعدوان الاحتلال على قطاع غزة يمثل تعبيراً صادقاً عن ضمير العالم والإنسانية.

وفي بيان الليلة الماضية عقب اعتماد الجمعية العامة مشروع القرار بأغلبية أصوات 153 دولة، مقابل معارضة 9 دول وكيان الاحتلال الإسرائيلي وامتناع 23 دولة عن التصويت، أوضح دندي أن سورية صوتت لمصلحة مشروع القرار لكونه يمثل تعبيراً صادقاً عن ضمير العالم والإنسانية، ويطالب بإيقاف فوري للعدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني الشقيق، مع تحفظها على بعض الصياغات الواردة فيه التي قد يفهم منها المساواة بين المحتل الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، بين الجلاد والضحية.

وقال دندي: تستأنف الجمعية العامة الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة لمناقشة الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل حالة الشلل التي يواجهها مجلس الأمن جراء منع الولايات المتحدة له من تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وإصرارها على منح (إسرائيل) الضوء الأخضر للاستمرار بعدوانها الوحشي على غزة، كما نثمن الخطوة الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتمثلة بتنبيهه مجلس الأمن بموجب المادة الـ 99 من الميثاق إلى أن ما يجري في قطاع غزة هو مسألة تهدد السلم والأمن الدوليين، بالرغم من الحملات الشرسة التي يتعرض لها.

وأردف دندي: نستأنف هذه الدورة للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، لتدارك إصرار الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على تصفية القضية الفلسطينية وقتل أطفال فلسطين دعماً للكيان الإسرائيلي الذي يقوم بحملة إبادة غير مسبوقة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 18 ألف شهيد وما يزيد على 50 ألف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك في حملة همجية لم يوفر فيها الاحتلال حتى الصحفيين والموظفين الأمميين.

وأكد دندي، أن الاحتلال يمعن بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، ويستمر في حصاره ومنع إيصال المساعدات الإنسانية، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بما في ذلك القنابل الفوسفورية الحارقة، والتهديد باستخدام القنبلة الذرية، واتباع سياسة الدمار الشامل، مرتكبا بذلك مختلف صنوف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.

وأضاف دندي ضرورة أن يدرك الجميع أن ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم يبدأ في السابع من تشرين الأول، بل قبل عقود طويلة جراء إنكار (إسرائيل) المستمر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وما رافق ذلك من استمرار للاحتلال، وإمعان في الممارسات العدوانية منذ عام 1948.

ولفت دندي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يشعل اليوم المنطقة ويدفعها نحو تفجير لا يمكن احتواؤه من خلال جرائمه الوحشية المستمرة في فلسطين، والتي تتزامن مع ممارساته العدوانية في الجولان السوري المحتل، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، واستهدافه المطارات المدنية والبنى التحتية فيها، إضافة إلى اعتداءاته على لبنان في انتهاك فاضح للقانون الدولي ولأحكام الميثاق، الأمر الذي يثبت مجدداً أن (إسرائيل) ليست إلا أداة لنشر الفوضى في المنطقة، وإشاعة الإرهاب فيها، وهي السبب الرئيس لتهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي، وكل ذلك بغطاء من الولايات المتحدة وحلفائها الذين لجؤوا مؤخراً إلى حشد أساطيلهم على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، وتقديم الدعم المادي والعسكري منقطع النظير لأداتهم الكيان الإسرائيلي.

وشدد دندي على أن استخدام الولايات المتحدة (الفيتو) مجدداً في مجلس الأمن، ووقوفها ضد إرادة الغالبية العظمى من أعضاء المجلس، وإسقاطها مشروع قرار لم يكن الهدف منه إلا وقف إطلاق نار إنسانياً، تشكل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية وتكشف أكذوبة الحرص على أرواح المدنيين، وتثبت أن واشنطن ودولاً غربية أخرى تخوض الحرب في قطاع غزة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، بهدف وحيد هو إفناء الشعب الفلسطيني، وإقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى) على أشلاء أطفال فلسطين ونسائها بعد تدمير منازلهم وإرثهم الحضاري، فبدلاً من السماح لمجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته بعد أكثر من شهرين على المجازر والإبادة الجماعية، جاء (الفيتو) ليمنح مجرمي الحرب رخصة جديدة لمواصلة ارتكاب المجازر والتدمير والتهجير.

وأوضح دندي أنه من المفارقة أن الدولة التي تتشدق بشعارات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، والتي يفترض أن تسهم في حفظ السلم والأمن الدوليين تمنع مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي، ما يفضح النهج المنحاز في سياساتها عندما يتعلق الأمر بحماية (إسرائيل) وضمان إفلاتها من المساءلة على انتهاكاتها للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.

وأشار دندي إلى أن فشل مجلس الأمن مرات عدة في وقف العدوان، شجع (إسرائيل) على التمادي بإجرامها الممنهج بذريعة حقها المزعوم في الدفاع عن النفس، في الوقت الذي تتباكى فيه بعض الدول الغربية على قيم الإنسانية في مناطق أخرى من العالم، في صورة صارخة للنفاق الدولي، ولازدواجية التعاطي مع قيم الحق والعدل وفق مصالح الدول الغربية الكبرى.

وأعرب دندي عن أسف سورية وعميق قلقها جراء الوضع المتردي في قطاع غزة، وإدانتها بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، واعتداءات الاحتلال المتكررة على الأراضي السورية، وعلى أهلنا في الجولان السوري المحتل، وإدانتها أيضا تغطية بعض الدول الغربية على ما ترتكبه (إسرائيل) من انتهاكات في فلسطين ولبنان وسورية.

واعتمدت الجمعية العامة مشروع القرار بأغلبية أصوات 153 دولة، مقابل معارضة 9 دول وكيان الاحتلال الإسرائيلي وامتناع 23 دولة عن التصويت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...