داما بوست- خاص| أفادت مصادر محلية موثوقة الصحة لشبكة “داما بوست”، بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة من القوات التركية خلال اليومين الماضيين، إلى عدد من القواعد والنقاط العسكرية التابعة لها في منطقتي عفرين وأعزاز بريف حلب الشمالي.
وذكرت المصادر أن التعزيزات العسكرية التركية الجديدة، تضمنت عدداً كبيراً من جنود المشاة، إضافة إلى معدات وآليات حربية متقدمة، مشيرةً إلى أن التعزيزات التي وصلت مباشرة من الأراضي التركية ودخلت الأراضي السورية من معبر “باب السلامة” الحدودي، توجهت مباشرة إلى منطقتي عفرين وأعزاز، حيث توزعت هناك على القواعد العسكرية الرئيسية القريبة من خطوط التماس، وبعض النقاط الثانوية الواقعة على أطراف المنطقتين.
ووفق ما نقلته المصادر، فإن وصول التعزيزات العسكرية إلى القواعد العسكرية التركية في شمال حلب، لم يتزامن مع أي خروج للقوات التي كانت موجودة سابقاً ضمن تلك القواعد، ما أكد أن التعزيزات الجديدة لا تندرج ضمن إطار عمليات التبديل الروتينية التي تجريها أنقرة كل عدة أشهر لقواتها المنتشرة في الشمال السوري.
واستبعدت المصادر لـ “داما بوست”، أن تكون التعزيزات التركية الجديدة هادفةً إلى تنفيذ عملية عسكرية جديدة من قبل أنقرة في الشمال السوري، مرجحةً أن يكون الهدف من تلك الخطوة متعلقاً برفع جاهزية القوات التركية واستعدادها لمواجهة وإحباط أي حالات عصيان أو خروج عن عباءتها من قبل بعض الفصائل، في ظل تكرر تلك الحالات مؤخراً، وخاصة في منطقة عفرين التي أصبحت شبه مقسمةً جغرافياً وعسكرياً بين قياديي الفصائل الطامعين ببسط نفوذهم وإدارتهم المستقلة على مناطق سيطرتهم بعيداً عن الأوامر التركية.
وبالتزامن مع التعزيزات العسكرية التركية الجديدة، وصل مساء أمس العشرات من المسلحين “الأوزبك”، بينهم انغماسيون، إلى منطقة عفرين شمال غرب حلب، قادمين من ريف إدلب بناءً على أوامر من قيادة القوات التركية، وانتشروا على خطوط التماس القريبة من قرية “مريمين” على أطراف المنطقة.
ووفق ما بيّنته المصادر، فإن انتشار المسلحين “الأوزبك” على أطراف عفرين، تركز عند النقاط التي غالباً ما تشهد هجمات وعمليات التسلل من قبل مجموعات “قوات تحرير عفرين” نحو مقرات مسلحي فصائل أنقرة وصولاً إلى القواعد التركية، الأمر الذي توقعت المصادر أنه يندرج ضمن إطار رغبة أنقرة بتعزيز الخطوط الدفاعية عن مناطق نفوذها، والحد من الهجمات التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على قواعدها، نتيجة الضعف الواضح من قبل مسلحي الفصائل في صد عمليات “تحرير عفرين”.
من الجدير ذكره أن مجموعات “قوات تحرير عفرين” كانت نفذت على مدار السنوات الماضية، مئات العمليات العسكرية نحو مواقع فصائل أنقرة والقواعد العسكرية التركية في منطقتي عفرين وأعزاز على وجه الخصوص، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات من الجنود الأتراك، إلى جانب أعداد كبيرة من مسلحي الفصائل التي ما تزال تقف عاجزة عن وقف تلك الهجمات أو التعامل معها.
اقرأ أيضاً: مع بدء موسم جني ثمار الزيتون.. اعتداءات وانتهاكات بالجملة لمسلحي أنقرة بحق أهالي عفرين