“السويداء منا وفينا”: حملة تبرعات أم استعراض سياسي؟

انطلقت مساء الأحد في قرية الصورة الكبرى بريف السويداء، حملة “السويداء منا وفينا” التي أعلنتها الحكومة السورية الانتقالية لجمع التبرعات لإعادة إعمار المحافظة، وسط حضور رسمي وإعلامي كثيف وتغطية مباشرة من قنوات الدولة.

وأعلن محافظ السويداء مصطفى البكور أن الحملة تهدف إلى “إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي”، من خلال ترميم المدارس والمساجد وكنائس الطائفة الدرزية، إضافة إلى آبار مياه ومراكز ثقافية وإنارة الشوارع العامة. وبحسب التقارير الرسمية، جمعت الحملة أكثر من 14.6 مليون دولار، كانت أعلى مساهمة من الهلال الأحمر السوري (2.5 مليون دولار) ووزارة الطاقة (1.6 مليون دولار).

على الأرض، أبدى مسؤولون وكلماتهم إشادات بـ”تلاحم أهالي السويداء وصمودهم الوطني”، معتبرين أن المبادرة تعكس تضامن السوريين في مواجهة التحديات.

لكن الحملة أثارت جدلاً واسعاً بين الصحفيين والناشطين. فالصحفية السورية هدى أبو نبوت اعتبرت أن إطلاق الحملة في وقت لا يزال فيه أكثر من 34 قرية مهجّرة وأن آلاف الأهالي بلا مأوى، هو محاولة لـ”طمس آثار المجازر والفزعات العشائرية”، ووصفتها بأنها “أول حملة للسلم الأهلي تزرع الانقسام بدل المصالحة”.

الصحفي محمد السلوم رأى أن المشهد يعيد تجربة إدلب 2024، حيث استُغلت مشاريع إعادة الإعمار لتجميل صورة النظام أمام الرأي العام، بينما تستمر عمليات التهجير والنزوح.

وقال:”سواء كنت معي أو ضدي، مؤيد أو معـارض، ترى أن الهجـ ـري قائـد أو خـائن، فيجب أن لا نختلف بأن إقامة “حملة تبرعات” للسـويداء في منطقة أهلها مهجرين في الجنوب، ويعيشون في المدارس، والاحتفاء بالأمر وتسويقه على أنه “تعافي” هو تكرار ما فعله نظـام الأسـد بنفس العقلية تماما!”

أما الصحفي نجم الدين النجم، فوصف التغطية الإعلامية الرسمية بأنها “غارقة بالتحريض الطائفي”، مؤكداً أن الاحتفالات جرت في بلدة خالية من سكانها، في حين لا تزال عمليات البحث عن المفقودين والضحايا مستمرة.

ويخلص مراقبون إلى أن توقيت الحملة يبعث برسائل سياسية أكثر من كونه خطوة إغاثية، إذ تهدف إلى إظهار قدرة الحكومة على السيطرة على الجنوب السوري وتقديم مشاريع التنمية كدليل على الاستقرار، بينما يظل الواقع مأهولاً بالخراب والمعاناة

 

اقرأ أيضاً:السويداء منا وفينا.. حملة تتعثر أمام أسئلة الشارع السوري

اقرأ أيضاً:حملة دير العز لترميم دير الزور تجمع أكثر من 40 مليون دولار

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.