اعتراف المعلمين: الذكاء الاصطناعي “يغزو” الواجبات المدرسية ونخشى الغش!
في انقلاب صامت يشهده النظام التعليمي، لم تعد الحقيبة المدرسية تحتوي على الكتب والدفاتر فحسب، بل أصبحت تضمّ “شريكاً” ذكياً جديداً يُنجز الواجبات المنزلية بدلاً من الطلاب!
زلزال في قاعات التدريس!
تشير أرقام صادمة إلى أن اعتماد الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) في إنجاز فروضهم المدرسية يتزايد بشكل جنوني. والأخطر من ذلك، هو عجز الكادر التعليمي عن السيطرة على هذا “التمرّد الرقمي”.
كشف استطلاع أجرته شركة RM Technology وشمل 500 معلم في المدارس الثانوية البريطانية عن كارثة تعليمية: ثلثا المعلمين (66%) يعتقدون أنهم يتلقون واجبات منجزة بواسطة الذكاء الاصطناعي، والأكثر إثارة للقلق هو اعتراف 1 من كل 10 معلمين (9%) صراحةً بأنهم لا يستطيعون التمييز بين عمل الطالب الحقيقي والعمل الذي ينجزه الروبوت!
صرخة المعلمين: “نحتاج إلى تدخل حكومي!”
أمام هذا المد التكنولوجي، يطالب المعلمون بإجراءات حاسمة: 41% يرون ضرورة تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، بينما يطالب 31% بتدخل حكومي فوري لمراقبة هذه الأدوات.
“هناك حاجة ملحة لتنظيم حكومي، خاصة لحماية الأطفال،” تقول ميل باركر، مديرة مدرسة سابقة ومستشارة في RM Technology. وتؤكد باركر أن الحل ليس في الحظر، بل في “التدريب الأفضل” للمجتمعات، داعية المعلمين إلى تعليم الطلاب “الاستخدام الجيد والعملي” للذكاء الاصطناعي بدلاً من شيطنته.
الطلاب يدافعون: “نتعلم أفضل ونحصل على درجات أعلى!”
على الجانب الآخر، يتبنى الطلاب موقفاً مغايراً تماماً. فقد وجد استطلاع آخر للتلاميذ أن:
68% منهم يعتقدون أنهم يحصلون على درجات أفضل بفضل الذكاء الاصطناعي.
49% يصرون على أن استبعاد هذه التكنولوجيا سيكون له تأثير سلبي على تعلمهم.
هذه الفجوة المعرفية تبدو واضحة، حيث يعترف أكثر من ثلث المعلمين المستطلعة آراؤهم بأن تلاميذهم يعرفون عن الذكاء الاصطناعي أكثر مما يعرفه الأساتذة أنفسهم!
مخاوف السلامة تلوح في الأفق
بالتزامن مع فوائد “النجاح السريع”، تبرز مخاوف جدية تتعلق بسلامة الأطفال. تحذر مستشارة الحماية الرقمية، شارلوت أينسلي، من تعرض الأطفال لمحتوى ضار، خاصة عندما “يكذبون في أعمارهم” عند استخدام هذه البرامج. كما يُخشى أن يتحول الأطفال إلى “كائنات تعتمد على الذكاء الاصطناعي” لدرجة تنسيهم كيفية التفكير المستقل أو التعايش بدونه.
ورغم هذه التحديات، بدأت الحكومات بالفعل في سباق مع الزمن لوضع إطار تنظيمي يضمن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من قبل الأطفال بشكل آمن ومسؤول. فهل سيصبح الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية حقيقية أم سيظل شبحاً يهدد نزاهة العملية التعليمية؟
إقرأ أيضاً : 8 استراتيجيات لتحويل المدرسة إلى ملاذ آمن ومُشرق لطفل التوحد
إقرأ أيضاً : إدمان الشاشات: الألعاب الإلكترونية تُغيّر دماغ طفلك وتُحوّله إلى العزلة”