داما بوست -خاص قررت الولايات المتحدة الأمريكية تمديد حالة الطوارئ الخاصة في سوريا حتى 14 تشرين الأول من العام القادم، الأمر الذي رحبت به “قوات سوريا الديمقراطية”، وانتقده المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كتشلي، معتبراً إن “تمديد الولايات حالة الطوارئ لمدة عام إضافي لا يتوافق مع الحقائق على الأرض”.
مصادر قريبة من “قوات سوريا الديمقراطية”، قالت في حديثها لشبكة داما بوست إن قيادات “قسد” تجد في تهديد الوجود الأمريكي داخل الأراضي السورية تهديداً لها، ففي حال قررت القوات الأمريكية الانسحاب بشكل مفاجئ من الداخل السوري سيكون الموقف الميداني لـ “قسد” حرج للغاية، إذ إن الوجود الأمريكي العسكري المباشر على الأراضي السورية يعد الضامن الوحيد لبقاء “قسد” على خارطة السياسة والميدان السورية.
المصادر لفتت إلى أن الوجود الأمريكي يحمي “قسد”، إذ سبق لـ واشنطن أن تخلت عن حماية “قسد” في مواجهة القوات التركية خلال المعارك التي افضت لاحتلال انقرة لعفرين في العام 2018، والمنطقة الممتدة بين رأس العين بريف الحسكة الشمالي وتل ابيض بريف الرقة الشمالي خلال عام 2019، ولم تتدخل القوات الأمريكية نهائياً في حماية “قسد” من العمليات الجوية التركية المستمرة منذ خمسة أعوام وافضت لمقتل عدد كبير من قياداتها.
تقول المصادر إن “القيادات الكردية”، خاصة من غير السوريين على تنسيق مستمر مع قوات الاحتلال الأمريكي، وتعمل بشكل مستمر على “لعب الدور الوظيفي”، الذي تريده واشنطن من الفصائل الكردية، معتبرة أن حجة التمديد لحالة الطوارئ القائمة على “تنامي خطر داعش”، ليست دقيقة، فالتنظيم ضمن مناطق شرق الفرات من محافظتي دير الزور والرقة يعمل على شكل “عصابات قطاع طرق”، متباعدة في الانتشار ولا تنسق فيما بينها لتنفيذ العمليات، ولم يسجل عمليات كبرى ضد “قوات سوريا الديمقراطية” من قبل خلايا داعش منذ سنوات، كما إن التنظيم لم يهاجم أياً من القواعد أو الدوريات الأمريكية منذ أن تشكل، وبالتالي فإن “داعش”، لا يشكل تهديداً بقدر ما يشكل حجة لاستمرار الوجود الأمريكي في المناطق النفطية تبعاً للقرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، وعلى أثرها انسحبت القوات الأمريكية من النقاط التي كانت تنتشر فيها ضمن محافظتي حلب والرقة.
وكانت إدارة ترامب، أعلنت حالة الطوارئ الوطنية في سوريا 2019 إثر عملية عسكرية شنتها تركيا على رأس العين وتل أبيض، وقالت الإدارة وقتها إن الإجراءات التركية تشكل خطراً على السياسة الخارجية الأميركية، وتزعم التقارير الإعلامية التي صدرت عن “قسد” والإدارة الأمريكية إن هذا الأجراء هو من فرض وقف العملية التركية، في حين أن التدخل الروسي والضغط على جانبي الصراع حينها (قسد – تركيا)، أفضى لاتفاق وقف إطلاق نار بينهما.