داما بوست – مارينا منصور| أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بياناً قالت فيه: “إن العدو الإسرائيلي أقدم صباح اليوم الأحد على قصف المنطقة الواقعة بين بلدتي حانين والطيري بصواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً.”
ما هي القنابل العنقودية؟
هي عبارة عن ذخائر تقليدية مصممة لإطلاق ذخائر فرعية متفجرة متعددة.
ويمتد انتشارها على نطاق واسع، وبذلك تتعرض حياة السكان المدنيين للخطر، لاحتمال وصولها إليهم بسبب انتشارها الواسع.
كما أن وجود ذخائر فرعية نشطة لم تنفجر بعد يؤدي إلى إعاقة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لبعض المناطق التي تصبح غير صالحة للسكن.
لماذا يعد استخدام القنابل العنقودية محرماً؟
قيّد القانون الدولي الإنساني استخدام بعض الأسلحة ووسائل القتال سعياً منه إلى أنسنة الحرب، وتقليل حجم الأضرار والخسائر، ومنع إحداث آلام لا مبرر لها، وتخفيف الآثار العشوائية للحرب.
ويعتبر القانون الدولي الإنساني استخدام القنابل العنقودية محرّم دولياً في النزاعات المسلحة، وذلك لأن استخدامها سابقاً في الحروب أدى إلى خسائر فادحة بين المدنيين.
وتحدث الخسائر الكبيرة بسبب نثر القنابل العنقودية لأعداد هائلة من الذخائر الصغيرة المتفجرة على مساحات شاسعة، وإطلاقها بعض النماذج منها مئات الذخائر الصغيرة على مساحة تتجاوز 30 ألف متر مربع.
ومن صفات هذه الذخائر أن سقوطها ذاتي، لذلك يمكن لعدة عوامل أن تتسبب بسقوطها خارج المنطقة المستهدفة، كالخطأ البشري أو الرياح.
كما يؤدي عدم انفجار الذخائر الصغيرة إلى تلويث مناطق شاسعة بذخائر غير منفجرة، وقد تنفجر بأي وقت عند الاقتراب منها، ما يجعل المنطقة غير صالحة للسكن أو الزراعة، أو إعادة التأهيل والإعمار، وقد عانت عدة بلدان من تأثيرات هذه الذخائر لسنوات بعد انتهاء العمليات العسكرية والنزاع في المنطقة.
اقرأ أيضاً: ماذا يقول القانون الدولي عن استهداف المدنيين؟
اتفاقية عام 2008 بشأن الذخائر العنقودية
تهدف هذه الاتفاقية إلى وضع حد للمعاناة الناجمة عن الذخائر العنقودية التي أودت بحياة آلاف من المدنيين وأصابت آلافاً آخرين في البلدان التي استُخدمَت فيها.
ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ في بداية شهر آب عام 2010.
وتنص الاتفاقية على حظر استخدام الذخائر العنقودية وإنتاجها وحيازتها وتخزينها والاحتفاظ بها ونقلها.
وتطالب الاتفاقية الدول الأطراف فيها، بتدمير الذخائر العنقودية الموجودة في مخزوناتها، والالتزام بتطهير المناطق الملوثة بالذخائر الصغيرة غير المنفجرة أو الذخائر العنقودية المتروكة.
كما تُلزم الاتفاقية الدول بتوفير الرعاية الطبية لضحايا الذخائر العنقودية، وإعادة تأهيلهم، ودعمهم النفسي، وإدماجهم اجتماعياً واقتصادياً في المناطق الخاضعة لولايتها أو سيطرتها.
وتلتزم الدول الأطراف القادرة على القيام بذلك، بأن تساعد الدول الأخرى وتتعاون معها على تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاقية.
هل يعد استخدام القنابل العنقودية جريمة حرب؟
يمثل استخدام القنابل العنقودية انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، لاسيما عند استخدامها ضد المدنيين.
ولكي يتم تصنيف استخدامها على أنه جريمة حرب، يجب أن يتم النظر إلى مشروعية الهدف، وما إذا تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين.