داما بوست _ خاص | تشهد مدينة منبج الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بريف حلب الشمالي الشرقي، إضراباً عاماً في مختلف أسواقها ومعظم مدارسها، إضافة إلى تسجيل خروج عدة مظاهرات شعبية، احتجاجاً من الأهالي على المناهج الدراسية الجديدة التي فرضتها “قسد” على الطلاب الدارسين ضمن مناطق سيطرتها.
فمع بداية العام الدراسي الجديد، اصطدم أهالي الطلاب الدارسين في مدارس مدينة منبج، مع قيام ما تُسمى بـ “الإدارة الذاتية” بتوزيع مناهج تعليمية جديدة خاصة بها، دوناً عن المنهاج التعليمي السوري الرسمي، حيث كان من اللافت وجود العديد من الإساءات والأخطاء التي تضمنتها تلك المناهج، ما أثار حالة من الغضب والسخط بين أوساط المدنيين.
وبحسب مصادر محلية في منبج لـ “داما بوست”، فإن مناهج “قسد” المخصصة للمرحلة الابتدائية، تضمنت إساءات دينية بالجملة، وخاصة فيما يتعلق بالحديث بشكل موسّع عن “بوذا” وتعاليمه، إضافة إلى وجود تعاليم “زرادشتية”، ومضامين تقدّس “زرادشت” وتضعه بمرتبة واحدة مع النبي “محمد” ﷺ، عدا عن وجود دروس متعلقة بتعليم الجنس للأطفال ضمن تلك المناهج.
ومنذ الأيام الأولى لتوزيع المنهاج الجديد على الطلاب، سادت حالة من الغضب الشديد بين أهالي منبج ريفاً ومدينة، فخرج الأهالي في مظاهرات احتجاجية واسعة، وصلت إلى حد مهاجمة مركز التعليم في “الإدارة الذاتية”، تزامناً مع امتناع كافة الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، والتي فضّلت معظم كوادرها التربوية عدم الالتزام بالدوام وإغلاقها حتى إشعار آخر.
وتيرة المظاهرات الرافضة لمناهج “قسد” استمرت على مدار الأيام الماضية، ليتوجها الأهالي صباح اليوم، بتنفيذهم إضراباً عاماً في كافة أرجاء المدينة والقرى القريبة منها، حيث أغلقت جميع المحال التجارية والأسواق أبوابها بشكل كامل، مع إعلان الأهالي أن الإضراب سيبقى مستمراً لحين سحب كتب المنهاج الجديد، وتوزيع المنهاج الرسمي المعتمد من وزارة التربية السورية على المدارس.
وقالت المصادر لـ “داما بوست”، إن مسلحي “قسد” حاولوا قمع الحراك الشعبي بالقوة عدة مرات، من خلال مهاجمة المتظاهرين، واعتقال عدد من المدنيين والوجهاء، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل في ظل إصرار الأهالي على احتجاجاتهم لحين تنفيذ مطالبهم.
وتمتلك “قسد” سجلاً حافلاً من الممارسات المشابهة التي نفذتها ضمن مناطق سيطرتها خلال السنوات الماضية، لناحية التلاعب بالمناهج الدراسية، ومحاولة تشويه القيم والأخلاق والأعراف، إلا أن الأهالي كانوا ينجحون في كل مرة بفرض كلمتهم بالقوة على إرادة “قسد”، ويتمكنون من إجبارها على إعادة توزيع المناهج الرسمية السورية لأبنائهم بعيداً عن أي مناهج دراسية أخرى.
اقرأ أيضا: إضراب بسبب مناهج “قسد”.. مواطنون لـ “داما بوست”: “تروج للكردستاني”