اعتراضات في حلب وإدلب على معايير مفاضلة الدكتوراه الجديدة
أثار القرار الصادر مؤخراً عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية، والمتعلق بشروط القبول في برامج الدكتوراه، جدلاً واسعاً بين طلاب الدراسات العليا في جامعتي حلب وإدلب. ويقول معترضون إن المعايير الجديدة، التي تعتمد على نظام نقاط يقوم بالأساس على العمر والمعدل الجامعي، من شأنها إقصاء شريحة واسعة من المتقدمين، خصوصاً ممن نالوا شهاداتهم في ظروف استثنائية خلال سنوات الحرب.
ونظم طلاب الماجستير في الجامعتين وقفات احتجاجية عبّروا فيها عن رفضهم للقرار، رافعين لافتات كُتب عليها: “الدكتوراه ليست امتيازاً بل حق لكل مجتهد”، و”لا لمحاربة طلاب الدراسات العليا”، مؤكدين أن المفاضلة الحالية لا تراعي الأوضاع الوطنية التي مر بها الطلاب من نزوح وتهجير وتوقف قسري عن الدراسة، وأن تطبيقها سيؤدي إلى الإضرار بمسيرتهم العلمية.
لؤي البجري، خريج كلية الزراعة في إدلب والحاصل على الماجستير، يرى أن المفاضلة الجديدة “تقصي عدداً كبيراً من الطلاب رغم كفاءاتهم البحثية”، مضيفاً لـ”العربي الجديد” أن الاعتماد على معيارَي العمر وحداثة الشهادة “لا يعكس الجهد العلمي المبذول، ولا يأخذ في الاعتبار الظروف القاسية التي أثّرت في مسار التعليم”.
من جانبها، تقول علا حسيني، خريجة كلية التربية، إن كثيراً من الطلاب اضطروا للتوقف عن دراستهم بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية، ما انعكس على معدلاتهم وتوقيت نيلهم للشهادات. وتضيف أن “المفاضلة بهذه الصيغة ستحرم طلاباً متميزين من متابعة الدكتوراه، وهو ما يثير القلق بشأن العدالة في القبول”.
ويذهب صهيب السلات، وهو أحد طلاب الدراسات العليا في إدلب، إلى أن تطبيق القرار بأثر رجعي “مجحف بحق الطلاب”، مشيراً إلى أن المفاضلة أهملت قوة البحث العلمي وخططه، واكتفت بمعايير كمية مثل المعدل وحداثة التخرج، “الأمر الذي يقلل من فرص استكمال التعليم العالي أمام باحثين جادين”.
الأكاديمي أيمن القادسي يتفق مع هذه المخاوف، ويقول إن التوازن مطلوب بين الكفاءة الأكاديمية والعدالة الاجتماعية. ويوضح أن خطة البحث يجب أن تُمنح وزناً أساسياً في المفاضلة، باعتبارها مؤشراً على التميز العلمي، بينما ينبغي إعادة النظر في معيار العمر بحيث يراعي الظروف الوطنية التي عطّلت مسار الطلاب. ويرى القادسي أن الأنسب تطبيق المعايير الجديدة على الدفعات المستقبلية، أو منح فترة انتقالية للخريجين السابقين.
في المقابل، يوضح مصدر في وزارة التعليم العالي أن المفاضلة أُعدت وفق “معايير علمية دولية” بهدف توحيد إجراءات القبول وضمان الشفافية. وأكد المصدر أن الوزارة بصدد إعادة النظر في بعض المعايير لتفادي أي إجحاف بحق المتقدمين الذين تأثروا بظروف الحرب، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة والمساواة في استكمال الدراسات العليا، وربطها بمتطلبات سوق العمل والفرص الوظيفية.
اقرأ أيضاً:فشل المفاوضات بين الإدارة الذاتية ووزارة التربية السورية حول التعليم