روان الأسعد… جرح عميق وسط ألم العائلة والمجتمع
تعرضت الشابة السورية روان الأسعد (23 عاماً) لاعتداء جنسي، الثلاثاء 9 أيلول/سبتمبر 2025، أثناء عودتها من عملها في مدينة سلحب بريف حماة إلى قريتها حورات عمورين، ما تسبب في صدمة نفسية كبيرة لها ولعائلتها. روان، التي تكفل أسرتها بعد وفاة والدها عام 2017، كانت تعمل في أحد الأفران لإعالة والدتها وأخيها الصغير، لكن هذا الحادث قلب حياتها إلى كابوس.
ووفق رواية عم الضحية، علي الأسعد ،لـ”العربي الجديد” فقد اعترضت طريق روان سيارة يقودها مجهولان طالبين منها الصعود لإيصالها إلى منزلها، فرفضت. لكن بعد لحظات، ظهرت دراجة نارية يقودها شخص ثالث وكانوا يرتدون لباساً مشابهاً للفصائل المسلحة، وتم اختطافها بالقوة إلى طريق فرعي بعيد عن الأنظار، حيث تعرضت للاعتداء حتى فقدت وعيها. وعندما استعادت وعيها، طلبت المساعدة من أحد الرعاة في المنطقة، الذي أوصلها إلى أقاربها عند جسر حورات.
وتشير العائلة إلى أن أثر الحادث النفسي امتد إلى المنزل، حيث باتت الأم قلقة على ابنها الصغير الذي لم يعد يشعر بالأمان، وأصبحت حياتهم اليومية محكومة بالخوف والحذر.
وأكد عم الضحية أن التحقيقات الرسمية بدأت، وأن الجهات المختصة تعمل على القبض على الجناة استناداً إلى الأوصاف التي قدمتها روان. وأكد على رفض العائلة لأي محاولة لاستغلال الحادث أو نشر إشاعات تزيد الألم النفسي: “ابنتنا ضحية، وما نراه من إشاعات يزيد الجرح ألماً. نحن ننتظر الجهات المختصة لتأخذ حق روان وتقبض على المجرمين”.
وحذرت الناشطة الاجتماعية فرح القاسم من تأثير التشهير على الضحايا: “المأساة تتضاعف حين تتحول الضحية إلى مادة للتشهير بدل أن تتلقى الدعم النفسي والاجتماعي. المجتمع مسؤول عن توفير بيئة آمنة للفتيات”.
وأوضح الأخصائي النفسي الدكتور رامي المحمود أن ضحايا الاعتداءات الجنسية غالباً ما يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب، مشيراً إلى أهمية الدعم النفسي الفوري والبيئة الخالية من الوصم للتعافي.
وعلى الصعيد القانوني، قال المحامي محمد اليوسف إن قضية روان تدخل ضمن الجرائم الجنسية التي يعاقب عليها القانون بأقصى العقوبات، مشيراً إلى أهمية حماية الضحايا ومنع أي تشهير لضمان سير التحقيقات بشكل سليم وعدم التأثير على مجرى القضية. وأضاف أن الإشاعات على مواقع التواصل قد تُعرقل التحقيق القانوني، لذلك يجب الاعتماد على المصادر الرسمية.
بينما يواصل المحققون عملهم للقبض على الجناة، تبقى قصة روان الأسعد تذكيراً بأهمية الأمان والعدالة، ليس فقط للضحايا الفرديين، بل للمجتمع ككل، وتأكيداً على ضرورة احترام حقوق الضحايا وحمايتهم من أي ضرر إضافي.
اقرأ أيضاً:جريمة اغتصاب مروعة في مدينة سلحب بريف حماة