“إسرائيل” تمسك بقمة جبل الشيخ رغم احتمالات اتفاق أمني

يستمر الاحتلال الاسرائيلي في التمسك بالسيطرة على قمة جبل الشيخ البالغ ارتفاعها 2800 متر في هضبة الجولان السوري المحتل، رغم المناقشات المستمرة مع الحكومة السورية حول ترتيبات أمنية محتملة، وفق تقرير نشره موقع واينت العبري اليوم السبت.

وتُعد قمم جبل الشيخ ذات أهمية استراتيجية كبيرة، إذ تطل على جميع المستوطنات الإسرائيلية في الهضبة، وتوفر قدرة مراقبة واسعة على الحدود والمناطق المحيطة، بما في ذلك القوافل العسكرية والمسارات الرئيسية. وأوضح التقرير نقلاً عن ضابط استخبارات في “لواء الجبال”، أنه بالإمكان رؤية قاعدة “نَفَح” العسكرية الإسرائيلية من موقع تاج حرمون بالعين المجردة، وهو ما لم يكن ممكناً أثناء سيطرة الجيش السوري على القمة.

وأشار التقرير إلى أن “الجيش الإسرائيلي” سيطر على جبل الشيخ قبل نحو عشرة أشهر، دون أي مقاومة، كما استولى على شريط من الأراضي السورية بعرض يتراوح بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول هضبة الجولان، وأنشأ ثمانية مواقع عسكرية موزعة على المنطقة، لكل منها سرية منفصلة. ويشير التقرير إلى أن انسحاب “الجيش الإسرائيلي” من هذه المواقع لم يُعد خياراً محتملاً، إذ توصي القيادة الشمالية بالإبقاء على السيطرة على قمة جبل الشيخ لأسباب استراتيجية متعددة.

ويشير الموقع إلى أن أهمية السيطرة على القمة لا تقتصر على مراقبة الهضبة وحدودها، بل تشمل أيضاً القدرة على متابعة طرق تهريب السلاح إلى جنوب لبنان، و”حماية” الأقلية الدرزية قرب دمشق، وهو ما تستخدمه إسرائيل كذريعة للتدخل في المنطقة.

ويذكر التقرير أيضاً العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة باسم “أخضر أبيض”، التي نفذت على بعد 40 كيلومتراً من جبل الشيخ، والتي أسفرت عن مصادرة آلاف قطع الأسلحة من القرى الحدودية السورية اللبنانية، كانت قد تُركت من قبل قوات الأسد بعد سقوط النظام، وتوزيع بعضها على السكان المحليين، بما في ذلك الدروز، للدفاع عن أنفسهم ضد جماعات مسلحة معارضة. وأكد التقرير أن الهدف من هذه العمليات لم يقتصر على “تطهير” المنطقة من الأسلحة، بل شمل أيضاً تعطيل عمليات تهريب إضافية لحزب الله وتعزيز النفوذ العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

وبينما تستمر المباحثات بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر حول خفض التصعيد وإعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك، يبدو أن “إسرائيل” ستواصل الحفاظ على مواقعها الاستراتيجية في جبل الشيخ، باعتبارها عنصر أمني وعسكري أساسي ضمن سيطرتها على هضبة الجولان المحتلة.

اقرأ أيضاً:مسؤول اسرائيلي: التفاهم مع دمشق أقرب من بيروت

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.