ما أهداف روسيا من تعزيز وجودها في مطار القامشلي شمال شرق سوريا؟
في تحرك جديد يعكس سعي موسكو للحفاظ على نفوذها داخل سوريا، عززت القوات الروسية انتشارها في مطار القامشلي، بريف الحسكة الشمالي الشرقي، ضمن منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، بحسب تقارير محلية.
روسيا تعزز تواجدها العسكري في مطار القامشلي
ووفقًا لما نشره موقع “تلفزيون سوريا”، قامت القوات الروسية بإعادة تأهيل مرافقها في المطار، بما في ذلك توسيع أماكن إقامة الجنود والضباط، ورفع السواتر الترابية، وتوسيع بوابة الدخول الرئيسية.
كما أفادت مصادر محلية بتحليق منتظم لطائرتين شحن روسيتين بين مطار القامشلي وقاعدة حميميم في اللاذقية، حيث يتم نقل جنود ومعدات عسكرية ولوجستية غالبًا في ساعات الليل لتفادي التغطية الإعلامية وكشف التحركات العسكرية.
ورغم تقلص أعداد الجنود الروس بعد سقوط النظام السوري السابق، عادت موسكو منذ نحو شهر إلى تعزيز مواقعها داخل المطار، ما يطرح تساؤلات حول دوافع هذا التواجد المتجدد.
ما أهداف روسيا من التواجد في القامشلي؟
يرى محللون أن التحركات الروسية تحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية، تتجاوز الجانب العسكري. ويقول نوار شعبان، الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، إن الوجود الروسي في القامشلي هو وسيلة ضغط سياسية لاستخدامها في المفاوضات مع واشنطن وأنقرة.
وأضاف في تصريح لموقع “عربي 21” أن موسكو لا تستهدف شن عمليات برية في المنطقة، بل تسعى لاستخدام هذا التواجد كورقة تفاوضية في ملفات دولية متعددة، بينها الملف السوري والأزمة الأوكرانية.
وأشار شعبان إلى أن قوات “قسد” تعتقد أن وجود الروس قد يمنحهم هامش مناورة بين موسكو وواشنطن، إلا أن هذا الاعتقاد “خاطئ”، على حد تعبيره، لأن روسيا غير معنية بمصالح قسد بقدر اهتمامها باستخدام هذا الوجود في إطار أجنداتها التفاوضية.
الموقف التركي من التوسع الروسي في شمال سوريا
يقع مطار القامشلي بالقرب من الحدود السورية التركية، ما يجعله موضع اهتمام بالغ لأنقرة، التي تراقب عن كثب تحركات قسد في المنطقة. ورغم ذلك، يؤكد عبد الله سليمان أوغلو، المحلل السياسي التركي، أن الوجود الروسي لا يزعج أنقرة بقدر ما يقلقها الوجود الأمريكي.
وأوضح أوغلو أن هناك تفاهمات بين روسيا وتركيا تجعل من التمدد الروسي مقبولًا نسبيًا، على عكس التحركات الأمريكية التي تُقابل بريبة تركية بسبب فقدان الثقة المتبادل مع واشنطن.
روسيا بين قسد ودمشق والمعادلة الإقليمية
يرى مراقبون أن روسيا تسعى لتثبيت نفوذها في سوريا بعد انهيار النظام السابق، في محاولة للحفاظ على دورها كلاعب لا يمكن تجاوزه في مستقبل سوريا السياسي والعسكري.
ويقول محللون إن موسكو تعمل على موازنة علاقتها بين القيادة السورية الجديدة، وقوات قسد، والطرفين التركي والأمريكي، محاولة استخدام وجودها كورقة مساومة في قضايا أخرى كالحرب في أوكرانيا أو العقوبات الغربية.
مستقبل القواعد الروسية في سوريا
لا يزال مستقبل القواعد الروسية في سوريا غير محسوم، خصوصًا بعد تقليص النفوذ الروسي إلى قاعدتي حميميم ومطار القامشلي فقط. وبينما لم تصدر أي تصريحات رسمية بشأن نوايا موسكو طويلة الأمد، إلا أن التحركات الأخيرة تؤكد تمسك روسيا بالحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في سوريا.
إقرأ أيضاً: السماء الشرقية تشهد ازدحاماً روسياً.. ما وراء الرحلات الـ18 إلى القامشلي؟
إقرأ أيضاً: ماذا طلبت سوريا من روسيا بشأن الجنوب السوري؟