جدل حول مستقبل الجامعات في مناطق شمالي سوريا

شهدت الجامعات في مناطق شمالي سوريا خلال سنوات الحرب دوراً مهماً في استمرار التعليم العالي وتلبية حاجة المجتمع المحلي رغم الظروف الاستثنائية. ومع دخول البلاد مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة، بدأ الجدل حول مصير هذه الجامعات وفروعها يزداد، خصوصاً فيما يتعلق بإمكانية دمجها ضمن منظومة التعليم الوطنية وإعادة هيكلة إدارتها.

أثار حديث عن نقل كليتي الإعلام والعلوم السياسية إلى دمشق، ردود فعل متباينة بين الطلاب والكادر التعليمي. بعض الأكاديميين يرون أن النقل قد يسهم في تحسين جودة التعليم، بينما يخشى آخرون من التداعيات المادية والمعنوية للقرار على الطلاب والمعلمين.

وجهة نظر الكوادر التعليمية

الأستاذ بدر شيخو، مدرس كلية الإعلام في جامعة حلب الحرة فرع أعزاز، أكد أن لجنة دمج الجامعة أبلغت الكادر الإداري والتعليمي بنقل الكليتين إلى دمشق، ووصفتهما بـ”الكليتين السياديتين”. وأضاف أن القرار نُقل شفهياً دون تحديد آليات واضحة للتنفيذ، ما زاد من حالة الغموض والقلق.

وأشار شيخو إلى وجود اختلافات في النظام الدراسي بين جامعة حلب الحرة (نظام “الصحافة العامة”) وجامعة دمشق (تخصصات محددة منذ البداية)، مما يزيد من صعوبة التكيف للطلاب والأساتذة، إلى جانب الأعباء المادية والمعيشية المصاحبة للنقل.

القلق الطلابي

عدد من الطلاب أعرب عن دهشته من القرار وعدم إشراكهم في المناقشات، مثل الطالب ليث الدغيم من كلية الإعلام والاتصال، الذي قال إن أكثر من 50% من الطلاب غير راضين بسبب التحديات المالية والنفسية والاختلاف في المناهج الدراسية.

الطالب بلال الحمود أشار إلى أن نقل الكليات لم يُعلن رسمياً، لكنه أُبلغ الكادر الإداري مسبقاً، مما أثار القلق بين الطلاب خصوصاً مع استعدادهم للامتحانات.

أصوات مؤيدة

في المقابل، أبدى بعض الطلاب تأييدهم للنقل، معتبرين أن الانتقال إلى بيئة أكاديمية مجهزة في دمشق يسهم في تحسين جودة التعليم، وتوفير بنية تحتية أفضل، وخلق فرص للتفوق والنجاح، كما أكدت الطالبة سارة عمر من كلية العلوم السياسية.

موقف وزارة التعليم العالي

المسؤول الإعلامي في وزارة التعليم العالي، أحمد الأشقر، نفى إصدار أي قرار رسمي بشأن نقل أي كلية أو معهد من شمالي سوريا إلى دمشق، واعتبر ما يُتداول مجرد إشاعات، وأكد أن مجلس التعليم العالي سيناقش الموضوع قريباً لاتخاذ قرار رسمي.

وكانت الوزارة قد أصدرت سابقاً قراراً بعدم اعتماد شهادات الجامعات في مناطق شمالي سوريا إلا بعد إتمام إجراءات تصديق، ما أدى إلى تأخير تصديق الشهادات بسبب تأخر الجامعات في تسليم الملفات. وقد نظمت الوزارة ورشة تدريبية لموظفي الجامعات الخاصة لتوضيح إجراءات تجهيز وتسليم الوثائق وفق الأصول المعتمدة.

هل يمثل نقل بعض كليات شمالي سوريا إلى دمشق خطوة نحو تحسين التعليم أم يزيد التحديات المعيشية والأكاديمية للطلاب؟

إقرأ أيضاً:تمزيق دفاتر امتحانية في جامعة حلب يثير جدلاً

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.