احتجاجات في حلب: أصحاب ورشات الأحذية يطالبون بحماية الصناعة المحلية من البضائع الصينية
شهد حي الصالحين في مدينة حلب مظاهرة شارك فيها عشرات من أصحاب ورشات صناعة الأحذية وعدد من العمال المتضررين، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”المنافسة غير العادلة” من البضائع المستوردة، وخاصة المنتجات الصينية التي باتت تُغرق الأسواق المحلية.
البضائع الصينية تهدد الصناعة الوطنية في سوريا
المحتجون أكدوا أن البضائع الصينية الرخيصة تسببت في كساد الأحذية المحلية، وأجبرت العديد من الورشات على إيقاف الإنتاج، نتيجة العجز عن تغطية تكاليف التصنيع التي تتضمن أسعار المواد الأولية وأجور العمال والكهرباء.
توقف جماعي للورشات بسبب الخسائر
قال جمال مللي، صاحب ورشة في حي الصالحين لجريدة “عنب بلدي”، إنه توقف عن العمل منذ شهرين بعد تراكم الخسائر، موضحًا أن كلفة إنتاج الحذاء المحلي أعلى من سعر المستورد، ما يجعله غير قادر على المنافسة في السوق.
وفي السياق ذاته، أشار يزن مصري، أحد أصحاب الورشات، إلى أن البضائع الصينية ذات الجودة المقبولة أصبحت الخيار المفضل للتجار، ما أدى إلى انخفاض الطلب على الأحذية المحلية بشكل غير مسبوق.
عمال إلى الشارع.. ومعدات تُباع
محمد السعيّد، أحد أصحاب الورشات المغلقة، قال إنه اضطر إلى بيع معدات الورشة والعمل كسائق سيارة أجرة بسبب عدم القدرة على تغطية نفقات التشغيل. واصفًا العودة للعمل في ظل الظروف الحالية بأنها “أشبه بالمستحيلة”.
مطالبات بإجراءات حكومية لدعم الصناعة المحلية
طالب المحتجون الحكومة السورية بضرورة تقييد استيراد الأحذية الأجنبية، وخاصة من الصين، وتوفير دعم حكومي مباشر للورشات المحلية، بهدف إنقاذ ما تبقى من هذا القطاع الحيوي الذي لطالما كان ركيزة الاقتصاد في حلب.
تحذيرات من انهيار وشيك لقطاع الأحذية
في اجتماع غرفة صناعة حلب بتاريخ 10 آب، وصف دحّام الحسين، رئيس لجنة الأحذية والجلديات، وضع القطاع بأنه “خرج من قسم الإنعاش ويتجه إلى المقبرة”، محذرًا من إغلاق مئات الورشات خلال أسابيع في حال استمرار التهريب وغياب الحماية.
وأوضح أن مدينة حلب كانت تصدّر سابقًا أكثر من 60 مليون زوج من الأحذية سنويًا، لكن غياب الدعم الحكومي، وانتشار البضائع المهربة ومنخفضة الجودة، تسبب في انهيار قطاع الأحذية الذي كان يوفّر آلاف فرص العمل.
المعارض لا تكفي لإنعاش الصناعة
ورغم إقامة معرض الأحذية والمنتجات الجلدية مؤخرًا في فندق الشيراتون بحلب، لم تشهد الورشات الشعبية أي تحسن ملحوظ، ما دفع أصحابها للخروج إلى الشارع مجددًا، مطالبين بحلول اقتصادية عاجلة تحمي الصناعة الوطنية من الانهيار الكامل.
إقرأ أيضاً: تراجع سوق ألبسة البالة في إدلب تحت ضغط الرسوم والتكاليف
إقرأ أيضاً: الصناعة السورية تحت ضغط المنتجات المهربة: نداء حلب لإنقاذ معاملها