مهندس جيولوجي: “التداعيات المستقبلية لهزتي أمس محدودة ولن تكون ذات تأثير كارثي”

داما بوست - متابعة

أكد المهندس الجيولوجي عمار عجيب من خلال بث مباشر على صفحته على “الفيسبوك” أن هزة أمس حدثت على نطاق الطي التدمري.

وأوضح المهندس عجيب أن هذا النطاق له خصوصية نسبية على محيطه، إذ كان بحراً مغلقاً وجف، وتكونت رواسب في قاعه، وهي رواسب من نوع خاص، مبيناً أن لها خصوصية فيزيائية لأنها قابلة للطي أكثر من غيرها، ولذلك تُشاهد السلاسل التدمرية موجوة بكثافة وعلى ارتفاع عالٍ في منطقة تدمر والبادية.

لماذا تحدث الهزات؟

وقال الجيولوجي: “إن أي طي يترافق مع تكسّرات، وهذه التكسّرات هي الصدوع، والصدوع يجب أن تحدث بها حركة طالما أن الطي لا زال مستمراً والضغوط من الجانبين مستمرة، وبالتالي هذه الصدوع صغيرة لان امتداد البحر الذي جف لم يكن واسعاً، أي الصدوع ليست طويلة وممتدة، وعمق الصدوع يتناسب طرداً مع امتدادها”.

وأضاف: “بما أن امتداد صدوع هذا الطي صغير فأعماقها ليست كبيرة، وبالنسبة للهزتين اللتين حدثتا أمس، بشدة 5.1 و 4.4، فهما على عمق كافٍ ليشعر الإنسان بهما بعنف، وهذا شيء طبيعي ليس لأن الهزة قوية أو مدمرة”.

وأشار عجيب إلى أن العمق كان قليلاً، ولذلك لم تبقَ مدة الهزة “5.1” طويلاً، لأن طول فترة الاهتزاز يتعلّق بحجم الكتلة الصخرية المنهارة ومدة انهيارها، لافتاً إلى أن طول المدة هو عامل أساسي في القوة التدميرية للهزة، أي أن البناء يبقى قادراً على الصمود حتى لو كانت الهزة بدرجة “6” وما فوق وبمدة قليلة.

تفاصيل الهزتين ليلة أمس

وذكر الجيولوجي أن الهزة التي حدثت أمس، كانت على صدع أثريا أو جحار أو أحد صدوع نطاق الطي التدمري بالجزء الشمالي، بالقرب من مدينة السلمية، وحدثت سلسلة من الهزات، مبيناً أن الهزة التي شعر بها السكان هي الأقوى “5.1”، وهي قريبة من السطح، بالإضافة إلى أن البعض سمع أصوات تكسّر نتيجة انهيار الكتلة الصخرية، وهذه الأصوات تكون عنيفة تشبه الرعد الغميق، أي صوت مرعب لكنه طبيعي.

وتابع: “وبعدها بحوالي ساعتين حدثت هزة يمكن تصنيفها على أنها ارتدادية، وباعتبارها ارتدادية فهذا يعني أنه ستحدث هزات ارتدادية لاحقة غالباً، وهذا ضمن الطبيعي”.

وشدد عجيب على أنه طالما حدثت الهزة في الطي التدمري، فالتداعيات المستقبلية ليست كبيرة وليس لها تأثير أكبر مما حدث، أي خطورتها محدودة ولن تكون ذات تأثير كارثي، موضحاً أنها لو حدثت على صدع الغاب مثلاً، فيمكن أن تؤدي الحركات اللاحقة لزلزال كبير، ويبقى ذلك احتمالاً أي لا يمكن الجزم بهذا الموضوع.

وأكد عجيب أن سلسلة الطي التدمري غير قادرة على إنتاج زلزال كبير، لأن صدوعها صغيرة وليست على عمق كبير، ما يعطي طمأنينة أنها محصورة تكتونياً وتأثيرها لن يكون كبيراً.

وتوقع الجيولوجي أن تحدث هزات ارتدادية لاحقة، ومن المرجح ألا تكون فوق الـ”5″، ويمكن أن يشعر سكان السلمية بها، مشيراً إلى أن النطاق المذكور غير مخيف عموماً، والحَدث مفهوم ومنطقي ومُفسّر.

هل يمكن تصديق مُتنبئي الزلازل؟

ونوّه الجيولوجي إلى أن إطلاق التحذيرات من البعض هو كلام غير مسؤول، وذلك لعدة أسباب، منها أن مَن يطلق التحذيرات يعلم أنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل، فلا يمكن نفي أو تأكيد ما سيحصل في المستقبل، إذ لا يمكن خلق نموذج رياضي يعطي ما سيحدث بالمستقبل تماماً.

وأردف: “ما المطلوب من الناس فعله بعد تلقيهم للتحذير؟ أن يعيشوا في الشوارع والخيام؟ إلى متى؟ فبهذه الحالة التحذير ليس واقعياً ولا عملياً ولا مُجدياً ولا يُؤخذ به، بل هدفه بث الذعر بين الناس فقط”.

وبيّن عجيب أن التنبؤ بالزلازل يكون عندما يتوقع أو يتنبأ أحد العلماء بحدوث زلزال، ويعطي قوّته بدقة ويحدد منطقة معينة وموقعاً جغرافياً، وتاريخ وساعة، وهذا الأمر مستحيل الحدوث.

وأكمل: “لا توجد إمكانية للتنبؤ بالزلازل، فوضع القشرة الأرضية معقد لدرجة أن العوامل التي تُحدد مركز الزلزال لا يمكن عدّها، خصوصاً مع عدم إمكانية النزول لأعماق كبيرة لدراسة الوضع”.

وشدد الجيولوجي على أن الزلزال ذو مصدر باطني في الأرض، أي ليس له علاقة بأي شيء فوقها، كالشمس أو القمر أو المشتري أو المريخ..، لأن جاذبية وكتلة القمر ليست بهذه الشدة لتؤثر على الطبقات الصخرية وحركة القشرة الأرضية.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي في التعليم يختتم أعماله في دمشق رئيس الشاباك السابق: لو كنت فلسطينياً لحاربت بلا حدود من سرقوا أرضي تعرف على أبرز المليارديرات الذين يقدمون الدعم لـ ترامب وهاريس سامسونغ بصدد تقليص عدد الموظفين.. أين وصلت الشركة في الذكاء الاصطناعي؟ تخفيض مخصصات المازوت يؤثر على عمل وسائل النقل في اللاذقية وزير التربية يشدد على الالتزام بالتعليمات والأنظمة في سياق العملية التربوية التحرش بالمتسولات.. قاصرات يخشين الخطف أثناء التسول قائد 8200 يستقيل ويتحمل الفشل الاستخباراتي يوم 7 أكتوبر هيرست: رفض نتنياهو إنهاء الإبادة الجماعية في غزة يجعل "إسرائيل" غير آمنة بمشاركة سوريّة.. المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي ينطلق قريباً بسلطنة عمان أميركا تكشف لأول مرة كيف رصدت أسامة بن لادن وقتلته 8 أشياء فضحتها لغة الجسد عن مناظرة المرشحين لرئاسة أمريكا! الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتحديد مهام وعمل عناصر الضابطة الحراجية حاملة طائرات أمريكية تغادر الشرق الأوسط تعرف على موعد إطلاق تحديث بيس 2025 الخسائر الأمريكية للحرب على أفغانستان الخسائر الأمريكية للحرب على العراق مدير الحراج في وزارة الزراعة يتحدث عن المرسوم التشريعي رقم 26 محافظة دمشق توضح سبب تأخر توزيع المازوت الخارجية الأردنية تدين القصف الإسرائيلي مدرسة تابعة لـ"الأونروا" في غزة البنتاغون يوقع عقداً لدراسة تأثير القنابل النووية.. هل اقتربت الحرب العالمية؟ رغم العقبات الغربية.. روسيا تؤكد تنفيذ محطة "أكويو" النووية في تركيا الحشد الشعبي يعتقل أخطر قادة "داعش" في نينوى جنوب إفريقيا.. رجل يقتل فتاتين ويطعم جثتهما لخنازيره ارتفاع أسعار الذهب عالمياً