رفعت قوات الاحتلال الأميركي من حدة التوترات في منطقة شرق الفرات وعموم الخريطة السورية، معتمدة على مرتكزين أساسيين، الأول إعادة مسلسل تعويم تنظيم “داعش”، والثاني الحشد الذي تقوم به واشنطن بمساندة الميليشيات التابعة لها في شرق الفرات امام نقاط التماس مع الجيش العربي السوري.
وفي التوازي، تقوم قوات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له بعد العدة لتنفيذ عمليات ضد الجيش العربي السوري وحلفائه، عدا عن إطلاق تهديدات متقطعة ضد ميليشيا “قسد”، بهدف الإبقاء على حجة محاربة الإرهاب كواجهة للاحتلال التركي للبلاد.
ومع صدور أخبار تفيد بتعاون تركي أميركي لنقل ميليشيات تابعة لأنقرة نحو قاعدة التنف لحماية قوات الاحتلال الأميركي، تنتفي فكرة وجود خلاف بين فصائل القوتين المحتلتين، بل على العكس تبدو وكأنها سيناريوهات متعددة تستهدف الدولة السورية.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات لميليشيات تابعة للاحتلال الأميركي وهي تحضر قواتها لبدء العمليات ضد الجيش العربي السوري وحلفائه، عدا عن تجهيز أدوات مؤثرة تستهدف الداخل السوري خلال مجريات المعارك، وذاك بالتزامن مع عودة “نغمة داعش” على لسان الولايات المتحدة والميليشيات التابعة لها، وفي هذا الإطار جاءت عمليات “داعش” الأخيرة، التي استهدفت المدنيين في السيدة زينب بدمشق، والعسكريين في الرقة ودير الزور، كورقة عبور للأميركي نحو تحقيق مخططه الجديد.
وأفاد الخبير في العلاقات الروسية العربية الدكتور “فهيم الصوراني” لـ “داما بوست” أن ما يجري الآن في سورية ليس إلا حلقة جديدة من مسلسل استهداف الدولة، الذي واجهته عدة عراقيل أبرزها صمود سورية والسوريين، فالهدف اليوم إرهاق الدولة من خلال قطع الشريان الاقتصادي الأهم للبلاد في الجزيرة السورية، والذي سيكون له تأثيرات على الوضع الاقتصادي الداخلي، وهذا ما ظهر مؤخراً بشكل واضح”.
وتابع “هناك عملية استغلال للأوضاع من قبل التركي والأميركي في سورية، عبر حجج كالتنظيمات الكردية وداعش، وذلك لغاية واحدة، استهداف الدولة السورية، وإرهاق الجيش السوري، وتسديد ضربة اقتصادية قوية لسورية”.
ويرى “الصوراني” أن التركي عاد لتنفيذ الأجندة الأميركية بالكامل، وتراجع عن تفاهماته مع الجانب السوري بوساطة روسية، خصوصاً بعد انتهاء انتخاباته، في المقابل صدر بيان مهم عن الهيئات الشعبية في الجزيرة، تؤكد استعدادها لمواجهة المخططات الخبيثة، الأمر الذي يمهد الطريق لبدء حرب عصابات ضد الأميركي والتركي.
وأشار “الصوراني” إلى أن هناك بُعد دولي إعلامي للتحرك الأميركي الجديد، يتزامن مع تراجع في التعامل مع الملفات الدولية، حيث يستغل مخططه الجديد في سورية، واستفزازات الناتو ضد بيلاروسيا، والتحضير العسكري ضد النيجر، مع رهانه على انشغال الجانب الروسي في أوكرانيا، ومحاولة تشتيت موسكو إما بتوسيع بؤر الاشتعال أو جعلها أكثر سخونة، كل ذلك يُظهر أميركا إعلامياً كلاعب فعال لم يخسر في أي ملف”.
وختم الخبير الاستراتيجي أنه “على ضوء الضربات التي تتعرض لها القواعد الأميركية في الجزيرة، لن تتحمل واشنطن فيتنام ثانية، وعليه سينسحب الأميركي من المنطقة تاركاً حلفاءه أمام مسلسل أفغانستان”.