أزمة جوازات السفر تتفاقم وتثير استياء المواطنين

تعاني سورية من أزمة حادة في تسليم جوازات السفر العادية للمواطنين، حيث أعلن مركز خدمة المواطن الإلكتروني، المسؤول عن تقديم خدمات إلكترونية للمواطنين، عن تأجيل تسليم الجوازات للمرة الثانية في أقل من شهرين، دون إبداء أي تفسير حول أسباب ذلك.

وأفاد المركز في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” أنه تلقى كتاباً من وزارة الداخلية يفيد بإعادة جدولة تسليم جوازات السفر العادية للمرة الثانية، بحيث يصبح الموعد الجديد للاستلام اعتباراً من 17\9\2023، بعد أن كان محدداً في 15/8/2023، في حين أنه لم يذكر السبب وراء التأجيل، ما أثار تساؤلات حول مصداقية تحديد المواعيد.

وتعد هذه المرة الثانية التي يتم خلالها تأجيل موعد استلام جوازات السفر خلال أقل من شهرين، ففي تاريخ 4 تموز الماضي أزاح مركز خدمة المواطن المواعيد لتسليم جوازات السفر لمدة 40 يوماً ابتداءً من تاريخ 5/7/2023 وحتى 15/8/2023، كما أنه أيضاً لم يذكر الأسباب التي أدت إلى ذلك.

وطال القرار الثاني للمركز العديد من الانتقادات من قبل المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن استيائهم من كثرة المماطلة في تسليمهم جوازاتهم، والذين كانوا ينتظرون استلامها لغايات مختلفة، مثل السفر أو التعليم أو العلاج في الخارج.

وكتبت “خلود” تعليقاً على منشور المركز.. “تأجيل الجواز يركض واحنا نركض.. لنشوف لوين حنصل!”

في حين كتبت “وسام” ساخرةً.. “مشالله ع دقة المواعيد عندكن رح تدخلو موسوعة غنيس بالسرعة والدقة”.

أما “أحمد” فكتب.. “حاجتك عادي هاي تالت مرة بتأجل، كنا بأول السنة صرنا بآخر السنة “.

أسباب وآثار الأزمة

يشار إلى أن أزمة جوازات السفر في سورية ليست جديدة، بل تتكرر منذ سنوات عدة وترجع إلى عدة أسباب، منها نقص المواد الخام اللازمة لطباعة الجوازات، التي تستوردها سورية من الخارج، والتي تتأثر بالحظر الاقتصادي والعقوبات الخارجية، وكذلك زيادة الطلب على الجوازات من قبل المواطنين الذين يرغبون في السفر، في ظل تفاقم سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد.

وتؤثر هذه الأزمة سلباً على حياة المواطنين، خاصة الذين يحتاجون إلى السفر لأسباب إنسانية أو مهنية أو دراسية، وتجبرهم على دفع مبالغ مالية كبيرة للحصول على جوازات مستعجلة أو بطرق غير شرعية، كما تحول دون تمكينهم من حقهم في حرية التنقل والحصول على فرص أفضل في الخارج.

أزمة جوازات السفر في الخارج

ولا تقتصر أزمة جوازات السفر في سورية على داخل البلاد، بل تمتد إلى خارجها، حيث أعلنت عدة سفارات سورية في دول عربية وأوروبية عن توقف استقبال طلبات منح أو تجديد جوازات السفر، بسبب نفاد المواد اللازمة أو وجود مشكلات فنية، دون تحديد موعد لانتهاء هذه المشكلة.

وهذا يضع المواطنين السوريين في الخارج في موقف صعب، خاصة إذا كان جواز سفرهم منتهي الصلاحية أو قابل للانتهاء قريباً، حيث يخشون من فقدان هويتهم أو حقهم في الإقامة أو التعامل مع السلطات المحلية.

تكلفة مرتفعة ومرتبة متدنية

وتبلغ تكلفة الحصول على جواز السفر في سورية نحو 90 ألف ليرة للعادي الذي يصدر بعد حوالي عشرة أشهر من التقديم عليه، ومليون وخمسة آلاف ليرة للمستعجل الذي يصدر بعد حوالي أسبوع، في حين أن تكلفة الجواز الخارجي تبلغ 300 دولار للعادي و800 للمستعجل، وتعتبر هذه التكلفة مرتفعة نسبياً بالمقارنة مع تكلفة الحصول على الجواز بمختلف بلدان العالم.

وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف الحصول عليه، يحتل جواز السفر السوري حالياً المرتبة 113 في قائمة أقوى جوازات السفر في العالم، وذلك وفقاً لمؤشر “جايد” لترتيب جوازات السفر، كما أنه يعد ثالث أدنى مرتبة في العالم بعد جواز السفر العراقي وجواز السفر الأفغاني.

ويتمتع حاملو جواز السفر السوري بإمكانية السفر بدون تأشيرة أو الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى 26 دولة فقط منها لبنان ودومينيكا ومدغشقر وسيشيل، في حين سيحتاج حاملو هذا الجواز إلى الحصول على تأشيرة مسبقة للدخول إلى حوالي 203 دولة، مما يمنحه درجة منخفضة جداً.