عشرات الضحايا في السويداء وتأجيل امتحانات الثانوية بعد تصاعد الاشتباكات

أعلنت مديرية التربية في محافظة السويداء تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية العامة بكافة فروعها ليوم غدٍ الاثنين، نتيجة التوترات الأمنية المتصاعدة التي تشهدها المحافظة، في ظل اشتباكات عنيفة وعمليات قصف متبادل بين مجموعات محلية من أبناء الطائفة الدرزية والعشائر البدوية، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، ونزوح مئات السكان من مناطق المواجهات.

وفي حصيلة غير نهائية، وثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 21 شخصاً، وهم:( 17 من الدروز بينهم طفلين، و4 من بدو السويداء) بالإضافة إلى نحو 50 جريحاً بينهم أطفال وآخرين بحالات حرجة.

وتركزت الاشتباكات في حي المقوس شرق مدينة السويداء، وامتدت إلى قرى وبلدات ريفية مثل الطيرة ولبين وجرين، حيث اندلعت مواجهات عنيفة وأُضرمت النيران في منازل مدنيين.

وفي سياق متصل، أفادت شبكة “السويداء 24” بأن قوى الأمن الداخلي أوقفت حركة السير على طريق دمشق – السويداء عند عدة نقاط منها حاجز المسمية، بعد محاولات استهداف للمارة وقطع الطرقات.

وأُجبر عدد من المواطنين على التوقف عند الحواجز لحين إعادة فتح الطريق، حفاظاً على سلامتهم.

وفي تطور ميداني لافت، نزح معظم سكان قرية الطيرة بريف السويداء إلى بلدتي المزرعة ومدينة السويداء، بعد دخول مجموعات مسلحة إلى محيط القرية، واندلاع أعمال عنف شملت إحراق منازل مدنيين. وذكرت مصادر محلية أن مجموعات محلية بقيت مرابطة داخل القرية بهدف حماية السكان والممتلكات من الهجمات المتكررة.
كما تعرضت بلدتا سميع والمزرعة لقصف بعدد من القذائف، في حين دارت اشتباكات عنيفة بمحيط لبين وحران، وسط استمرار الفصائل المحلية في الدفاع عن خطوط التماس.

وتعود جذور التوتر إلى حادثة سلب سيارة خضار على طريق دمشق – السويداء يوم السبت، واحتجاز سائقها لفترة قصيرة.

وردّت مجموعات مقرّبة من السائق بإنشاء حواجز تفتيش مؤقتة داخل مدينة السويداء، واختطفت ثمانية مواطنين مع سياراتهم للضغط من أجل استعادة السيارة.

وأكدت مصادر محلية أن المختطَفين لا علاقة لهم بالحادثة، وينحدرون من محافظتي الحسكة والسويداء، في وقت تتواصل فيه المساعي الأهلية لإطلاق سراحهم.

الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية أصدرت بياناً حذّرت فيه من الانجرار للفتنة، مؤكدة أن “دماء أبنائنا خط أحمر”، ودعت إلى ضبط الأمن على طريق دمشق – السويداء، ووقف إطلاق النار فوراً، مطالبة الجميع بتغليب صوت الحكمة والوحدة الوطنية.

من جهتها، أعلنت قوى الأمن الداخلي في درعا عن تنفيذ انتشار أمني منظم على الحدود الإدارية مع السويداء، استجابة للتطورات الأخيرة، ومنعاً لامتداد الخلافات إلى المناطق المجاورة.

ودعا العميد شاهد جبر عمران وجهاء العشائر إلى لعب دور فاعل في دعم التهدئة، محذراً من أن أي محاولة لزعزعة الاستقرار ستُواجه بحزم وفق القانون.

وتشير وسائل إعلام محلية إلى دفع مجموعات مسلحة من منطقة حوران بتعزيزات عسكرية إلى أطراف مدينة السويداء، لمؤازرة أبناء العشائر، في تطور ينذر بمزيد من التصعيد ما لم تُبذل جهود عاجلة لاحتواء الموقف.

 

اقرأ أيضاً: محافظ السويداء خارج المشهد: بين السلاح المنفلت وصراع الشرعية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.