داما بوست | جعفر مشهدية
شهدت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة توتراً كبيراً بين الكيان الصهيوني من جهة والمقاومة اللبنانية “حزب الله” من جهة أُخرى، وذلك على خلفية قيام الكيان بضم القسم اللبناني من بلدة الغجر الحدودية ومسألة خيمتي المقاومة على الحدود.
واتخذ الكيان الصهيوني على مدار العام الماضي سلسلة إجراءات تهدف لضم الجزء الشمالي من قرية الغجر (الواقع تحت السيادة اللبنانية) إلى الجزء المحتل، وأتم ذلك خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتهائه من عمليات التسييج ووضع الجدران الإسمنتية حول البلدة.
ورداً على ذلك نصب “حزب الله” نهاية حزيران 2023 خيمتين يتواجد بهما عناصر من المقاومة بجانب مولدة كهربائية وذلك داخل مزارع شبعا المحتلة، وقام الحزب بإخلاء إحدى الخيمتين لاحقاً وهدد الكيان على لسان جنرالاته باستخدام القوة العسكرية لإزالة الخيمتين، لكن تهديداته لم تتعدَ كونها فقاعات إعلامية حيث ما زالت الخيمة ضمن الأراضي المحتلة ولم يبقَ للاحتلال سوى اللجوء لخيارات “اليونيفل” الذي حمله رسائل وساطة للبنان.
وتحدث المحلل السياسي اللبناني الدكتور علي بيضون لداما بوست أن “لبنان اليوم يعيش الذكرى 17 للعدوان الصهيوني عليه والذي استهدف من خلاله تدمير المقاومة، ولاحقاً حلفائها إيران وسورية بالتعاون مع أميركا وبعض الدول العربية ورسخت هذه الحرب أن المقاومة ركيزة أساسية في وجه الاحتلال ضمن المعادلة الذهبية الشعب والجيش والمقاومة”.
وتابع “تتزامن هذه الذكرى مع التوترات على الحدود مع فلسطين المحتلة خصوصاً وأن الاحتلال يحاول أن يفرض معادلات جديدة على لبنان، من خلال إجباره على القبول بضم القسم اللبناني لبلدة الغجر التي يحتلها ومازال، وعليه مارست المقاومة دورها الطبيعي والشرعي في موضوع استعادة الأراضي والرد على العدوان وذلك عن طريق زرعها لخيمتين على الحدود اللبنانية”.
وهدف “حزب الله” من خلال نصب الخيمتين إلى القيام بضغط عسكري وسياسي ومعنوي على الكيان، الأمر الواضح في تصريحات القيادات الصهيونية، المطالبة بإزالتهما، بحسب “بيضون” الذي نوه إلى أن الكيان يخشى تدحرج الأمور نحو الحرب مع قلقه المسبق من مبدأ “وحدة الساحات” التي تطوقه.
وأشار “بيضون إلى أن “الخيارات اليوم مفتوحة على جميع الاحتمالات، لكن ترجيح مسألة إدراك العدو لانتفاء أي مصلحة له في الحرب هو الغالب على المشهد، وعلى الصعيد الرسمي، يعمل لبنان عبر المسار الدبلوماسي من خلال الخارجية، التي تقدمت بشكوى رسمية ضد الكيان للأمم المتحدة والمرجعيات المعنية.
وأكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرلله، في خطابه بذكرى الحرب أن “عندما ندخل إلى مزارع شبعا فنحن نضع خيمة داخل أرض لبنانية، ونحن لدينا الحرية في أن نعمل ما نريد هناك، ولا يمكن السكوت إذا تم التعرض للخيم في مزارع شبعا، والمجاهدون لديهم توجيه للتعامل مع أي تعرض، في موضوع قرية الغجر، هذه أرض لبنانية أعاد العدو احتلالها، ولا يجوز السكوت عن هذا الموضوع”.
يذكر أنه في 12 تموز 2006، شن الكيان عدواناً على لبنان استمر لمدة 33 يوماً، بعدما هاجمت قوات المقاومة قوة عسكرية صهيونية في منطقة “خلة وردة” بمزارع شبعا المحتلة، حيث تمكن المقاومون من قتل 3 جنود صهاينة وأسر جنديين وذلك لمبادلتهم على الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.