في مقابلة نادرة من داخل السجن، أقرت أرملة زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي المدعوة أم حذيفة بوحشية التنظيم، وهي الزوجة الأولى للمدعو أبو بكر البغدادي، وتزوجته عندما كان يشرف على تزعم ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” الذي يوصف بالوحشي إبان سيطرته على أجزاء كبيرة في سوريا والعراق.
ووصفت أم حذيفة الفظائع التي ارتكبها التنظيم بأنها “صدمة كبيرة وغير إنسانية”، وأن “إراقة الدماء ظلماً أمر فظيع، وأنهم (مسلحي التنظيم) في هذا الصدد قد تجاوزوا حدود الإنسانية”.
وتقول أم حذيفة إنها جادلت زوجها “البغدادي” وقالت له إنه “لطخ يديه بدماء هؤلاء الأبرياء” ، وقالت له إنه “وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك أشياء أخرى كان من الممكن القيام بها، مثل إرشادهم للتوبة” حسب تعبيرها.
وتصف كيف كان يتواصل زوجها مع قادة ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” عبر جهاز اللابتوب الخاص به.
وتقول “لقد احتفظ باللابتوب مغلقاً في حقيبته، حاولت فتحه لمعرفة ما كان يحدث، لكنني كنت أمية تكنولوجياً وكان يُطلب مني دائماً رمز المرور”.
وتوجد الآن أرملة البغدادي في أحد السجون العراقية رهن الاعتقال، حيث يُحقق معها على خلفية جرائم تتعلق بالإرهاب.
وفي وقت سابق ذكر مؤذن جامع النوري الكبير عماد الحيالي لـ “داما بوست” أنه التقى “أبو بكر البغدادي” الذي تزعم التنظيم خلال فترة احتلاله للموصل.. “كنا نتحضر لصلاة الجمعة في جامع النوري قبل أن تدخل علينا قوات تجمع جنسيات كثيرة، بقينا تحت حصارهم لأكثر من 5 ساعات، قبل أن يطلّ علينا شخصٌ يكتسيه السواد ليعتلي المنبر ويعلن عن دولة خلافته، وسط تحضير إعلامي كبير ووسائل متطورة من بث مباشر وكاميرات”.
وفي العاشر من تموز عام 2017، أعلن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل من تنظيم “داعش” الإرهابي، ليتضح بعدها حجم الخراب الذي لحق بها، أكثر من 11 ألف وحدة سكنية تضررت أو سويت بالأرض سيما في المدينة القديمة، وكله لا يقارن برأي أبنائها أمام 40 ألف شهيداً من مدنيين وعسكريين، وآلاف القلوب المحروقة الغافلة عن مصير أفراد عائلاتها بعدما كُشِف مُذّاك عن 98 مقبرة جماعية.
وكان المحلل السياسي العراقي جاسم الموسوي وصف المدينة لــ “داما بوست” بأنها “قبرُ ما يسمى دولة الخلافة”.. مضيفاً “تحرير الموصل ليست نصر عسكري وحسب، بل هي قبر “داعش” وشعاراته التي أوهم بها الكثيرين قبل أن تُكتشف حقيقته ونواياه، وبعودة المدينة عادت اللحمة الوطنية، وتضافرت الجهود بين الحكومة والمجتمع الأهلي لإعادة الإعمار وإن كان المبذول دون الطموح”.