الأمريكيون بين بايدن وترامب..لمن ترجح الكفة؟

داما بوست – الإعلامي جمال ظريفة| تحظى الانتخابات الأمريكية باهتمام الرأي العام العالمي ليس لديمقراطيتها ومعاييرها الإنسانية، وإنما نتيجة ما تحمله السياسة الأمريكية في طياتها من تأثير على المستوى العالمي، إذ من خلالها يمكن رسم ملامح حقبة تمتد من أربع إلى ثمان سنوات فترة حكم الرئيس المنتخب والمجددة ولايته.
الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، يسعى لتجديد ولايته في الانتخابات القادمة في الخريف المقبل وهو في شتاء العمر وتسعى الماكينة الديمقراطية الإعلامية لتسويق “إنجازاته” الداخلية والخارجية لإقناع الناخب الأمريكي بإعطائه صوته وإبقائه 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض.
أما الملياردير دونالد ترامب، فهو الآخر يسعى للعودة إلى بيته القديم، البيت الأبيض، بعدما خسر الانتخابات الماضية، وحاول عرقلة تنصيب بايدن في دولة “الديمقراطية” وتداول السلطة.
واكتملت سيطرة ترامب على اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، بعد انتخاب أعضاء جدد للجنة؛ من بينهم زوجة نجله لارا ترامب كرئيس مشارك ليحظى بترشيح الحزب لمنصب الرئاسة.
وهذه هي اللجنة الأساسية للحزب، وينتخب أعضاؤها خلال مؤتمر وطني كل 4 سنوات، وهي مسؤولة عن تسويق صورة الحزب والترويج لبرنامجه السياسي، وتسهم في جمع التبرعات وتمويل الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب.
وفي الولايات المتحدة لعبة المؤسسات وليس لعبة الأفراد هي التي تفرز الفائز في الانتخابات تلك، عبر دعم مستمر لحملته الانتخابية وتصوير أعماله على أنها انتصارات تاريخية لا يفعلها سوى هذا السوبر مان الذي على الناخب التوجه نحوه وقبوله رئيساً لأقوى دولة في العالم.
وتسري حالة من الفتور في حماس الكثير من الناخبين الأميركيين، تجاه الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، خاصة بين مَن يودون لو كان هناك خيار بديل عن الرئيسين الأميركي السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن، وفق خبراء.
ولمعرفة المزيد لابد لنا من اللجوء إلى استطلاعات الرأي العام التي تعطي مؤشرات حقيقية عن التقبل أو الرفض فتؤشّر عدة استطلاعات جرت في الأشهر الأخيرة، إلى حالة من عدم الرضا لدى ناخبين أميركيين عن اختيار بايدن أو ترامب، خاصة بعد انسحاب نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سابقا، مطلع آذار من السباق، حسب الكاتبة السياسية الأميركية جوان جريف.
و‌‎وفقاً لمتوسطات استطلاعات رأي نشرها موقع “FiveThirtyEight” يومي 8 و10 آذار، تبلغ نسبة تأييد بايدن 38.1%، بينما نسبة تأييد ترامب فوقفت عند 42.6%، ما يعني أن كلاهما لا يحظيان بتأييد غالبية الأمريكيين . ويعتقد 45% من الأميركيين، حسب استطلاع أجرته مؤسسة “يوجوف” وجامعة “ماساتشوستس أمهرست” في شهر كانون الثاني الماضي، أن إعادة مباراة بايدن وترامب أمر سيئ للبلاد، كلا المرشحين لا تحبه أغلبية الأميركيين. وتتمحور نقاط رفض ترامب، الذي كان الرئيس الـ45 لأميركا، خلال الفترة من 2017-2021، حول مواجهته اتهامات بتحريض مؤيّديه على مهاجمة مبنى الكونغرس “الكابيتول” في 6 كانون الثاني 2021 احتجاجا على نتائج الانتخابات التي فاز بها منافسه جو بايدن وجهوده لإلغاء نتائج تلك الانتخابات، حيث يواجه لوائح اتهام جنائية في المحكمة الفيدرالية ومحكمة ولاية جورجيا.
كما يواجه اتهامات، يبلغ مجموعهما 91 تهمة جناية، وينفي الرجل البالغ من العمر 77 عاماً، ارتكاب أي مخالفات حيث تمثل إعادة انتخاب الرئيس السابق المحتملة عودة إلى الفوضى التي حددت ولايته الأولى، حسب صحيفة “نيويورك تايمز” وفي ترديد للمخاوف التي يتقاسمها معظم الديمقراطيين، يتوقعون أن يقوض ترامب أساس الحكومة الأميركية إذا تم انتخابه.
أما نقاط رفض بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، وهو الرئيس الـ46 لأميركا، أكبر مرشح رئاسي سناً على الإطلاق لحزب كبير، محطما الرقم القياسي الذي سجله في عام 2020 فقد تسبب بخسائر كبيرة للاقتصاد الأمريكي والعالمي بدعمه أوكرانيا وتزويد نظام كييف بالأسلحة والعتاد بصفقات تبلغ مليارات الدولارات ما أثر سلبا ليس فقط على الاقتصادات الأوروبية بل وعلى الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى زهق المزيد من الأرواح في أوكرانيا جراء تلك الأسلحة المميتة، والتي قالت زاخاروفا ذات يوم: “سيقاتل الغرب روسيا حتى آخر أوكراني، كما هناك تحفّظ كبير على عمر بايدن المتقدم وحالته الصحية، ويشترك ديمقراطيون في هذا الأمر”.
كما يواجه أزمة عميقة تتعلق بالدعم المطلق الذي يقدّمه لكيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، وفاتورة الدم الكبيرة التي أندت جبين الإنسانية .
ولابد من الإشارة إلى هيمنة الرجلين على حزبيهما، فكل الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية يعملون تحت جناحيهما، لكن هناك اتجاه يشترك فيه كثيرون داخل الحزبين بانعدام الثقة في ترامب وبايدن، ويريدون تغيير الوضع الراهن.
وهناك حالة من التخبط تسيطر على إدارة بايدن بسبب سياسات الحرب في أوكرانيا، والحرب في غزة، ورد فعل الشارع الأميركي؛ وبالتالي فإذا لم تستطع إدارة بايدن خلال الأشهر المقبلة إقناع المواطن الأميركي بأنها استطاعت تحسين حالته الاقتصادية والسياسية، فهذا الأمر ينعكس سلبا عليها في الانتخابات المقبلة.
يأتي ذلك على الرغم من التقدم الذي أحرزته إدارة بايدن في مواجهة ملفات اقتصادية شديدة التعقيد، مع تصاعد الضغوطات التضخمية خلال العامين الماضيين. ويصر بايدن على أن تقدمه في العمر ليس أمراً فارقاً في ترشحه، وفي أول حملاته الإعلانية التي بلغت تكلفتها 30 مليون دولار في الولايات المتأرجحة بعد الثلاثاء الكبير “يوم 5 آذار، حيث فاز فيه ترامب بترشيح 13 من 15 ولاية، وفاز بايدن بـ14 ولاية، في الانتخابات التمهيدية” قال: “انظروا، أنا لست شابا، وهذا ليس سرا”.
لكنه يضيف بعد استعراض قائمة من الإنجازات، بما في ذلك خفض أسعار الأدوية وتعزيز الاقتصاد: “لكن هذا هو الاتفاق، أنا أفهم كيفية إنجاز الأمور من أجل الشعب الأميركي”.
وتبقى اليد العليا في الانتخابات الأمريكية هي للدولة العميقة، المتمثلة بالبنك الفيدرالي الذي تسيطر عليه مجموعات ضغط عديدة مؤلفة من الصناعات الكبرى كالسلاح وأسواق الأسهم التي يسيطر عليها بدورها اللوبي الصهيوني، وبالطبع مؤشر الانتخابات هو الدعم المقدم للربيبة القاتلة في فلسطين المحتلة.

 

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...