داما بوست – خاص| يعاني سكان 53 مخيماً عشوائياً ضمن المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية“، في الرقة، أوضاعاً إنسانية سيئة، فالمخيمات المبنية مما يتوفر من الأقمشة والشوادر تجعل سكانها فيما يشبه الحياة في العراء.
تتحدث مصادر محلية لـ”داما بوست”، أن المخيمات المذكورة والتي يعيش فيها ما يقارب 80 ألف شخص، لم تدخل خارطة المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الجمعيات التي سمحت لها “قسد”، بالنشاط خلال شهر رمضان ضمن محافظة الرقة، مشيرة إلى أن الأمر ليس بجديد على سكان هذه المخيمات التي لا تدخلها فرق المنظمات الأممية أو المؤسسات النشطة في المناطق الشرقية نهائيا.
أحد سكان مخيم “سهلة البنات”، الواقع إلى الشرق من مدينة الرقة، يقول لـ “داما بوست”: “تمنع (قسد) عودتنا إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي بحجة التخوف من عودة تنظيم (داعش)، ونعيش في المخيم الذي يقطنه حوالي 6000 شخص في حالة مزرية، العمل شبه مقيد ولا يمكننا أن نتحرك بحرية في محافظة الرقة، ومنعت (الآسايش)، أكثر من عائلة من سكان المخيم من الانتقال إلى داخل مدينة الرقة لدواع أمنية، كما أن الاعتقالات وحمالات المداهمة والتفتيش مستمرة، ولا يمر بالمخيم أي من الفرق الإغاثية أو الإنسانية ولا يتم توزيع أي نوع من المساعدات ضمن المخيم”.
سيدة فضلت عدم الكسف عن هويتها خلال حديثها لـ”داما بوست”، تقول: “تتسول (قسد) المساعدات من المنظمات باسم المخيمات، نحن في قيود (قسد) نعتبر نازحين، وهذه القيود ترفع للمنظمات النشطة في مناطق (قسد) لتتسلم الأخيرة عبر الهلال الأحمر الكردي كميات من المساعدات ليتم توزيعها على النازحين، باعتبار أنهم الجهة الأحق بالمساعدات، لكن لا يصلنا شيء، والأمر يعني وجود عملية نصب من قبل الفصائل المسلحة الكردية على المنظمات، وسرقة لحقوق النازحين الذين تمنعهم هذه الفصائل من العودة لقراهم لدواع أمنية حسب زعمها، فإن كنا متهمين بأننا دواعش لماذا لا يتم اعتقالنا..؟”.
تقول المعلومات التي حصلت عليها شبكة “داما بوست” من مصدر قريب من الهلال الأحمر الكردي، وهو المنظمة التي شكلتها “قسد”، لتعمل ضمن مناطقهم بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي وبصورة غير شرعية وبدون موافقة الحكومة السورية، بأن “قسد” وعبر هذه المنظمة تتسلم كميات كبيرة من المساعدات التي من المفترض أن توزع على كل من تم توصيفهم بـ “نازحين”، خاصة الذين ما تزال مناطقهم ضمن خارطة المعارك أو من المستحيل العودة إليها حالياً مثل النازحين من المناطق التي تحتلها القوات التركية في شمال الرقة والحسكة، لكن الأمر لا يتم تحقيقه.
يذكر أن محافظتي الحسكة ودير الزور تشهدان وجود عدد ضخم من المخيمات العشوائية، وحال هذه المخيمات لا يختلف نهائياً عن المخيمات العشوائية في محافظة الرقة، وتقول مصادر عملت سابقاً مع المنظمات، أن الأخيرة لا تدخل إلا إلى النقاط التي توصف من قبلها بـ “المنظمات النظامية”، مثل مخيمات “توينة – أم مدفع – أبو خشب”، لكن حتى هذه المخيمات لا تحظى بالرعاية والاهتمام اللازمين مقارنة مع مخيمي “الهول – روج آفا”، الذين يشكل المرتبطون بتنظيم داعش من حملة الجنسيات غير السورية غالبية عظمى من سكانهما.