مخيمات عوائل داعش في شمال شرق سوريا… “قنابل موقوتة” تهدد الأمن الإقليمي والعالمي

كشف تقرير أمريكي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا يمثلان أخطر إرث خلفته الحرب، واصفاً إياهما بأنهما “قنابل موقوتة” تهدد الأمن الإقليمي والدولي، في ظل احتجاز عشرات الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بالتنظيم.

27 ألف امرأة وطفل… و8 آلاف مقاتل في سجون قريبة:

بحسب التقرير، تضم مخيمات الاحتجاز:

1- أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات مقاتلي داعش

2- نحو 8 آلاف مقاتل معتقلين في سجون تديرها “قسد” بدعم أمريكي

ويوضح التقرير أن هذا الوضع يشكّل تحدياً أمنياً وإنسانياً وسياسياً بالغ التعقيد على القوى المحلية والدولية.

بيئة خصبة للتطرف… أطفال يُعاد إنتاجهم كجيل جديد من داعش:

يشدد التقرير على أن المخيمات تحوّلت إلى مرتع للتطرف، حيث يشكّل الأطفال نحو 60% من سكانها، في بيئة مغلقة تسيطر عليها النساء المتشددات.

وتشير المعطيات إلى:

1- تلقين الأطفال أفكار تنظيم داعش

2- انتشار ثقافة العنف والكراهية

3- عزل هؤلاء الصغار عن العالم الحقيقي

ما يجعلهم، وفق التحذيرات، جيلًا جديدًا محتملًا من المتطرفين إذا لم تتم معالجة أوضاعهم على الفور.

تدهور إنساني خطير بعد وقف الدعم الأميركي:

تدهورت أوضاع المخيمات بشكل كبير بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، ما أدى إلى:

1- نقص حاد في الخدمات الصحية

2- تراجع برامج التعليم وحماية الطفل

3- تقليص المساعدات إلى الماء والخبز فقط

هذا الانهيار الخِدمي ترافق مع:

1- زيادة معدلات العنف

2- تهديدات إرهابية داخل المخيم

3- اعتداءات على فرق الإغاثة

4- انتشار الفوضى وجرائم داخلية

وذكرت الصحيفة حادثة حاول فيها زوجان تهديد موظفي الإغاثة بتفجير نفسيهما بسترات ناسفة محلية الصنع.

تهريب منظم عبر سيارات الإمداد… ومديرة مخيم الهول: “الهروب يومي”:

أكثر ما يثير القلق، بحسب التقرير، هو عمليات التهريب المنظمة التي تتم بشكل شبه يومي باستخدام:

1- سيارات الإمداد

2- شبكات محلية خارجية

3- أماكن اختباء داخل خزانات المياه

وقالت مديرة مخيم الهول جيهان حنان: “الناس يهربون كل يوم… ويبدو أنها عملية منظمة”، “لقد بنوا أماكن للاختباء في خزانات المياه”.

هذا يعني أن المخيم لم يعد مجرد مرفق احتجاز، بل بؤرة فوضى نشطة يصعب السيطرة عليها.

دعوات لتقليص عدد السكان… مقابل رفض دولي لإعادة مواطنيها:

يدعو القائمون على المخيمات إلى تقليص عدد المحتجزين بهدف تهدئة الوضع ومنع الانفجار الأمني، بينما تبدو الاستجابة الدولية محدودة.

حتى الآن:

العراق أعاد نحو 19 ألف شخص من عائلات داعش

سوريا استعادت بضع مئات فقط

معظم الدول الغربية ترفض استعادة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية

ويبقى آلاف النساء والأطفال عالقين في ظروف كارثية، بينما يتراجع اهتمام المجتمع الدولي بهذا الملف الحساس.

ملف مخيمات داعش يتحول إلى أزمة دولية:

يشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن مخيمي الهول وروج لم يعودا مجرد قضية محلية، بل:

1- تهديد عالمي مباشر

2- خزان بشري للمتطرفين

3- أزمة إنسانية مفتوحة

4- ملف أمني يزداد تعقيداً مع غياب الحلول الدولية

وما لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة تشمل إعادة التأهيل، إعادة الدمج، وإعادة المواطنين إلى دولهم، فإن هذه “القنبلة الموقوتة” قد تنفجر في أي لحظة، وفق تحذيرات التقرير.

إقرأ أيضاً: إعادة توطين مواطني داعش المحتجزين في سوريا: تحديات وأزمة إنسانية

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.