رفع علم الأمم المتحدة في القنيطرة يثير استياء الأهالي

شهد ريف القنيطرة، اليوم الأربعاء، خطوة مفاجئة تمثلت برفع علم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أندوف) فوق سرية عسكرية سابقة كانت تتمركز فيها قوات النظام السابق في قرية كودنا القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، ما أثار موجة من الاستغراب والاستياء بين السكان المحليين الذين اعتبروا الخطوة “استعراضاً بلا معنى”.

وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ عملية رفع العلم الأممي جرت في نقطة لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن قاعدة تل الأحمر الغربية، التي أنشأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، الأمر الذي رأى فيه الأهالي “مفارقة لافتة”، معتبرين أن رفع العلم الأممي في منطقة تخضع لرقابة إسرائيلية مباشرة “يُكرّس الأمر الواقع بدلاً من مواجهته”.

وأضافت المصادر أن العديد من سكان كودنا عبّروا عن استغرابهم من توقيت الخطوة ومكانها، مشيرين إلى أن قوات حفظ السلام لم تُبدِ أي موقف تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، رغم القرارات الدولية التي تنص على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وقال عدد من الأهالي الذين تحدثوا إلى الموقع، إن وجود قوات “أندوف” في المنطقة لم ينعكس إيجاباً على حياتهم اليومية، ولم يسهم في تعزيز الأمن أو منع الاعتداءات الإسرائيلية. وأضافوا أن مهام هذه القوات تقتصر على “المراقبة الشكلية” دون أي تدخل فعلي، رغم استمرار الخروقات الإسرائيلية اليومية تقريباً.

وتتمركز قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك في عدة مواقع بريف القنيطرة منذ عام 1974، بموجب اتفاق فصل القوات بين سوريا وكيان الاحتلال. إلا أن نشاطها تراجع خلال السنوات الأخيرة نتيجة ظروف الحرب وتبدّل خريطة السيطرة الميدانية، ما عمّق شعوراً شعبياً بأنها باتت “شاهدة صامتة” على ما يجري في المنطقة.

توغلات إسرائيلية جديدة

بالتزامن مع هذه التطورات، أفادت مصادر ميدانية أن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغّلت صباح اليوم الأربعاء في قرية رسم القطا بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أقامت حاجزاً عسكرياً ومنعت الأهالي من المرور، مع تفتيش بعضهم، في خطوة وُصفت بأنها “استفزازية”.

وأشار مراسل تلفزيون سوريا إلى أن التوغّل الأخير سبقه انتشار مشابه في منطقة أبو غارة المجاورة، على بعد نحو كيلومتر واحد فقط من رسم القطا، حيث أقامت قوات الاحتلال حاجزاً جديداً عزّز من قيود الحركة المفروضة على السكان المحليين.

وتواصل “إسرائيل” تضييقها على أهالي القنيطرة عبر فصل القرى عن بعضها بالحواجز العسكرية ومنع الوصول إلى الأراضي الزراعية القريبة من خط وقف إطلاق النار، فضلاً عن عمليات التجريف التي طالت خلال الأشهر الماضية أجزاء واسعة من محمية جباتا الخشب الطبيعية، التي تُعد من أبرز المعالم البيئية في الجنوب السوري.

ويأتي رفع العلم الأممي في كودنا بالتزامن مع هذه الانتهاكات، ما يجعل الخطوة – وفق مراقبين محليين – أقرب إلى “محاولة رمزية لاستعادة الحضور” من جانب قوات حفظ السلام، من دون أن ترافقها إجراءات عملية لحماية السكان أو وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة.

اقرأ أيضاً:توغل إسرائيلي في ريف درعا ورفض شعبي لمساعدات في القنيطرة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.