بين الأمل والإحباط: هل انتهت مبكراً حقبة الإسباني خوسيه لانا مع نسور قاسيون؟
بعد مضي 14 شهراً على تعيينه، تواجه تجربة الإسباني خوسيه لانا مديراً فنياً للمنتخب السوري مستقبلاً غامضاً.
حيث تحولت عملية “بناء المنتخب الشاب” التي حلمت بها الجماهير إلى “استعصاء” معقد، بسبب الفراغ الإداري والعودة المفاجئة لـ “الحرس القديم”.
جاء لانا، المتوّج ببطولة أوروبا تحت 19 عاماً مع إسبانيا، ليخلف الأرجنتيني هكتور كوبر بعد الخروج المخيب من تصفيات مونديال 2026.
حاملاً معه آمال تطبيق أسلوب هجومي يعتمد على “التيكي تاكا” وتطوير جيل الشباب
1- تراجع عملية البناء.. والعودة إلى “منتخب 2018”
بدأت حقبة لانا بتفاؤل كبير إثر استبعاد لاعبين قدامى متقدمين في السن، واستدعاء محترفين شباب (مستعيدي الجنسية). لكن هذه العملية اصطدمت سريعاً بالعقبات:
التغييرات السياسية والفراغ الإداري: أدت التغييرات في سورية إلى استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة، مما أدخل اللعبة في حالة “فراغ إداري وفني”.
الاضطرار إلى التراجع: وجد المدرب الإسباني نفسه مجبراً على العودة واستدعاء “الحرس القديم” مجدداً، بسبب توقف النشاط الكروي المحلي واعتذار عديد من اللاعبين المحترفين عن المشاركة لأسباب مادية وإدارية.
“الفساد الرياضي”: ظهرت انتقادات مفادها أن مكان بعض الأسماء القديمة بات “محجوزاً” في التشكيلة، مما أفقد اللاعبين الشبان الجدد الثقة في إمكانية حدوث تغيير شامل
2- الأرقام لا تطمئن.. ومدرب “غائب” عن دمشق
أثارت فترة عمل لانا، التي لم يزر فيها دمشق سوى مرة واحدة لحضور المؤتمر الصحافي، سخط الجماهير.
خاصة أن البطولات المحلية متوقفة حالياً على عكس تجربة المدرب التونسي نبيل معلول سابقاً.
الحصاد الفني: قاد لانا المنتخب في 11 مباراة (سبع منها ودية).
النتائج: حقق 7 انتصارات، وتعادل في واحدة، وخسر 3.
الأهداف: سجل المنتخب 21 هدفاً، واهتزت شباكه 12 مرة.
الاستدعاءات الواسعة: وجه لانا الدعوة إلى 49 لاعباً شارك منهم 45، ومنح عشرة لاعبين فرصة اللعب الدولي الأول، لكن حصول هؤلاء الشباب على “دقائق محدودة للغاية” أثار الجدل.
3- معضلة “الخواجة” وعدم الاستقرار الفني
أعادت العروض السيئة خلال الـ 14 شهراً الماضية فتح الملف الأزلي للكرة السورية: هل المدرب الأجنبي أم المحلي هو الحل؟
توفير المال: تتعالى الأصوات المطالبة بإقالة المدرب الأجنبي لـ “توفير المال” (المجمد لدى الفيفا)،
خاصة أن الفوارق في العروض والنتائج بين الأجنبي والمحلي لم تكن واضحة.
العداء للمحترفين: يرى آخرون أن المدرب المحلي غالباً ما يكون “عدواً” للاعبين المحترفين في الخارج.
دائرة مدربيّة مغلقة: تعاقب تسعة مدربين على مهمة الإشراف على المنتخب الأول في آخر ثماني سنوات،
مما أدى لغياب أي استقرار فني مطلوب لتحقيق أي مشروع حقيقي لإعادة البناء.
في الوقت الراهن، تحوم الشكوك حول بقاء خوسيه لانا بعد ترقب انتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة، مما قد يعيد المنتخب مجدداً إلى دوامة البحث عن مدرب جديد.
إقرأ أيضاً: انفراج وتفاؤل في برشلونة: خبير بلجيكي يُطمئن البلوغرانا على حالة لامين يامال
إقرأ أيضاً: إنجاز تاريخي لـ ليفا: ليفاندوفسكي يتخطى نيمار ويتساوى مع إنريكي في قائمة هدافي برشلونة!