تقرير حقوقي: يكشف عن 23 ضحية في سوريا خلال 48 ساعة
كشف تقرير حقوقي صادر عن “المركز الدولي للحقوق والحريات” (ICRF) أن سوريا شهدت تصاعداً خطيراً في الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان خلال فترة توثيق 10 و11 أكتوبر 2025،
حيث تم توثيق ما لا يقل عن 23 ضحية مدنية في ثماني محافظات.
وشملت الحصيلة الإجمالية لضحايا الانتهاكات الجسيمة 6 حالات قتل خارج نطاق القضاء، و 7 جرحى، و 5 مختطفين أو مخفيين قسرياً، و 5 معتقلين تعسفياً.
ويؤكد التقرير أن هذه الجرائم، التي ارتكبتها القوات الحكومية والمجموعات المسلحة والقوات الرديفة، إضافة إلى اعتداءات عسكرية أجنبية (تركية وإسرائيلية)، ترقى في العديد من أنماطها إلى مستوى “الجرائم ضد الإنسانية”
أبرز أنماط الانتهاكات التي ترقى لـ “الجرائم ضد الإنسانية”
صنف التقرير الانتهاكات ضمن تسعة أنماط، أبرزها وأكثرها خطورة هي:
1- التهجير القسري والاضطهاد الممنهج (دمشق واللاذقية وحمص):
في دمشق (عش الورور): وثق التقرير حملات مداهمة وتهديدات بالإخلاء القسري لسكان الحي (غالبيتهم من الطائفة العلوية) وتوجيههم إلى الساحل، مع استخدام التقييد على الحق في التعليم (منع الفانات المدرسية) والسكن كأدوات للضغط الديمغرافي ، ما يندرج تحت توصيف “التهجير القسري”.
في حمص واللاذقية: صدرت قرارات فصل تعسفي جماعي شملت 28 موظفاً في المشفى العمالي بحمص، و 215 عاملاً في منشآت الغزل والنسيج في اللاذقية.
الغالبية العظمى من المفصولين كانوا من الطائفتين العلوية والمسيحية، ما يشير إلى تمييز مؤسسي ممنهج على أساس طائفي.
2- العنف المسلح الطائفي والتواطؤ الأمني (حي القدم والسيدة زينب):
في حي القدم بدمشق: تعرضت أحياء ذات أغلبية علوية (حارة العنازة، حارة الأسد، حارة الجورة) لهجوم مسلح ممنهج، شمل إطلاق نار وإلقاء قنابل نتج عنه إصابة 6 مدنيين.
ترافق الهجوم مع خطاب كراهية وتهديدات صريحة بـ “الذبح” والطرد، دون تدخل فعال من النقاط الأمنية المحيطة، ما يؤكد “تواطؤاً أمنياً رسمياً وقصوراً مؤسسياً خطيراً” في الحماية.
في السيدة زينب (ريف دمشق): خرجت مجموعات مسلحة على دراجات نارية بمظاهرات تحريضية علنية وهتافات مسيئة للشخصيات المقدسة لدى الطائفة الشيعية وتهديدات بالقتل والتهجير.
3- القتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري:
تم توثيق اغتيالات موجهة في وضح النهار في حمص وحلب ودرعا (بما في ذلك اغتيال مواطن مسيحي في درعا)، يُرجح أن دوافعها طائفية أو مرتبطة بخلفيات الضحايا المهنية السابقة.
كما وثق التقرير حالات خطف واختفاء قسري (في اللاذقية والديماس) مع طلب فدية مالية ضخمة وتهديدات بالقتل، مما يهدد الأمن الشخصي في مناطق يفترض أنها خاضعة لسيطرة الدولة.
4- خرق السيادة الدولية والاعتداءات الأجنبية:
الجيش الإسرائيلي (القنيطرة): توغل عسكري غير مشروع داخل بلدتي الرفيد وصيدا الجولان، واعتقال تعسفي لخمسة مواطنين سوريين (من بينهم مزارعون) دون سند قانوني.
الجيش التركي (حلب والحسكة): قصف جوي غير مشروع (بطائرات F-16) في عين العرب (كوباني) ، وتقديم دعم عسكري مباشر (إسناد ناري وذخيرة) لفصائل مسلحة في معاركها على محور سد تشرين بريف حلب ، مما يعرض منشأة حيوية لخطر كارثي
توصية التقرير الحقوقية
أكد التقرير أن هذه الوقائع تتطلب تفعيل آليات المساءلة الدولية لمواجهة “جرائم ضد الإنسانية”.
كما طالب المركز الدولي للحقوق والحريات السلطات السورية بفتح تحقيقات فورية وشفافة في حوادث القتل والاختفاء القسري، وإلغاء القرارات الإقصائية والتمييزية في حمص واللاذقية
إقرأ أيضاً: تقرير حقوقي: يوثق 15 انتهاكًا ممنهجًا ويؤكد تحول العنف إلى استراتيجيات عقابية منظمة
إقرأ أيضاً: تقرير حقوقي: 30 انتهاكًا جسيمًا في سوريا خلال 24 ساعة