لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 372 تواليا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، واستهداف الأبنية السكنية، وسط وضع إنساني كارثي ونزوح 95% من السكان.
تجدد الغارات
استشهد مواطنان جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين قرب ميناء الصيادين غربي مدينة غزة، وأصيب عدد من المواطنين إثر قصف استهدف منزلا في جباليا شمالي القطاع، كما أفادت مصادر طبية بوصول طفل شهيد إلى مستشفى كمال عدوان إثر قصف الاحتلال منطقة بئر النعجة.
وتحدثت مصادر محلية عن قصف إسرائيلي في شارع السكة في حي الزيتون بغزة تزامنا مع توغل آليات الاحتلال جنوب شرقي المدينة، ووقوع اشتباكات مع المقامة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني 22 شهيداً وأكثر من 90 جريحاً في قصف الاحتلال على جباليا البلد إضافة إلى وجود مفقودين، كما نفذ الاحتلال عمليات تفخيخ ونسف ضخمة لمنازل المواطنين في مناطق التوام والصفطاوي، وشن غارات تجاه جباليا البلد وحي الزيتون وقصف مدفعي مكثف على قليبو وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لتهجير أهل الشمال.
ويركز الاحتلال على إخلاء مستشفى “كمال عدوان” الذي يتواجد به 57 مريضا بينهم 8 في قسم العناية المركزة أُصيبوا خلال المجزرة التي ارتكبها بمستشفى اليمن السعيد في جباليا، ووجهت وزارة الصحة “نداء الاستغاثة الأخير” من داخل العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، بضرورة السماح بدخول وتزويد مستشفيات غزة والشمال بالوقود، لتتمكن من انقاذ حياة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.
ويعاني السكان في شمالي القطاع من نقص بكل الاحتياجات، فلا ماء ولا طعام ولا دواء، فالاحتلال لم يسمح بإدخال الوقود إلى شمالي القطاع منذ 7 أيام، وخصوصاً للمستشفيات.
المقاومة تتصدى في جباليا
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، عن تفجير عين نفق في قوة هندسية إسرائيلية راجلة، في منطقة الريان، شرقي مدينة رفح، مؤكدة أنّ مجاهديها أوقعوا الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، كما دمّرت ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها بعبوة “شواظ” وقذيفة “الياسين 105″، موقعةً طاقمها بين قتيل وجريح، غربي مدينة بيت لاهيا.
بدورها، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استهدافها آلية عسكرية إسرائيلية من نوع “ميركافا”، بقذيفة “RPG”، في منطقة القصاصيب وسط مخيم جباليا، لافتة إلى أن مجاهديها خاضوا اشتباكات ضارية من مسافة صفر مع قوة إسرائيلية راجلة، في منطقة التوام، شمالي غربي غزة.
وفي عملية مشتركة، قصفت سرايا القدس وقوات الشهيد عمر القاسم و”كتائب الشهيد أبو علي مصطفى” (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) تجمعاً لآليات الاحتلال وجنوده المتوغلين في محيط “الإدارة المدنية”، شرقي مخيم جباليا، بوابل من قذائف الهاون.
ونشرت “كتائب الشهيد أبو علي مصطفى” مشاهد توثق عملية مشتركة مع سرايا القدس، استهدفت خلالها مقر قيادة وسيطرة قوات الاحتلال في محور “نتساريم” بقذائف “الهاون”.
من جهتها، أعلنت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، استهدافها حشوداً وتجمعات لقوات الاحتلال المتوغلةـ في شمالي غربي مدينة غزة، بعدد من صواريخ “حاصب” التكتيكية، كما فجرت عبوة مُعَدّة مسبّقاً بدبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا 4” في حي القصاصيب، وسط مخيم جباليا، محققةً إصابة مباشرة.
الاحتلال يغلق مداخل القدس
قرر الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية، كما أغلق مداخل القدس المحتلة وضواحيها بالكتل الإسمنتية، في حين واصل حملات الاعتقال في مختلف مناطق الضفة.
ففي القدس، أغلقت قوات من الاحتلال مداخل جميع البلدات والقرى في ضواحي المدينة، عشية عيد الغفران اليهودي، ووضعت كتلا إسمنتية عند مداخل عدد من البلدات والقرى في ضواحي القدس، ونصبت السواتر الحديدية.
كما أغلقت الجسر الواصل بين بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس المحتلة بالمكعبات الإسمنتية والحواجز الحديدية، وانتشرت عند مداخل القرى، ومنعت عشرات من سكانها المرور، بعد إغلاق مداخلها بالكتل الإسمنتية، تمهيدا لبدء عيد الغفران الذي يستمر حتى مساء اليوم السبت.
وفي الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مدنا وبلدات في الضفة الغربية وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين، وطالت الاقتحامات بلدات سلوان وعناتا بالقدس، وعزون وكفر ثلث وحبلة وكفر قدوم بقلقيلية، وبيت ريما والمزرعة الغربية وبدرس في رام الله، إضافة إلى قريتي أودلا وتل بنابلس.
كما اعتقلت عشرات المواطنين قرب حاجز ترقوميا العسكري غربي الخليل، واقتحمت قوات من الاحتلال مركزا يقيم فيه نحو 20 متضامنا أجنبيا، واحتجزتهم لنحو ساعتين، وصادرت بطاقاتهم الشخصية وهواتفهم، حيث تم استجواب المتضامنين عن سبب وجودهم في البلدة، وطبيعة الفعاليات التي يقومون بها، قبل انسحاب تلك القوات.
كما منعت الحافلات العامة والمركبات التي تعمل على الخطوط العامة الواصلة بين البلدات والقدس، فأدى ذلك إلى شلّ حركة السير وعرقلة الحياة اليومية للفلسطينيين.
اقرأ أيضا: 7 عمليات مركبة لحزب الله استهدفت ثكنات عسكرية للاحتلال