7.9 مليون دولار أسترالي.. سوريا تحصل على أول دفعة تأمينية ضد الجفاف
تلقت سوريا أول دفعة مالية في إطار بوليصة تأمين ضد الجفاف، بلغت قيمتها 7.9 مليون دولار أسترالي (نحو 5.84 مليون جنيه إسترليني)، وذلك بعد موجة جفاف غير مسبوقة تضرب البلاد وتُعد من الأسوأ منذ نصف قرن. وتستهدف هذه الدفعة تقديم إغاثة عاجلة لنحو 120 ألف شخص متضرر، عبر مساعدات غذائية وإمدادات أساسية.
شراكة دولية وتمويل مبتكر
المبادرة أُطلقت بتمويل من منظمة Humanity Insured، وبدعم من شركة Allianz العالمية للتأمين، وبشراكة مع مرفق التمويل العالمي للوقاية (Global Shield Financing Facility) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، الذي تولى تنسيق صرف التعويضات.
وتعتمد البوليصة على تكنولوجيا الأقمار الصناعية لرصد معدلات الهطول المطري والغطاء النباتي، وقد جرى تفعيلها في حزيران/يونيو الماضي لتغطية مناطق زراعية رئيسية في سوريا. الهدف من هذه الآلية، وفق القائمين عليها، هو الاستجابة السريعة والموثوقة أمام الصدمات البيئية التي تضرب المجتمعات الهشّة.
Allianz: التأمين يصنع فارقاً في الأزمات
غابرييل دوريش، المديرة التنفيذية للاستدامة في Allianz Commercial وعضو مجلس أمناء Humanity Insured، قالت إن التعويض المخصص لسوريا “يوضح تماماً أهمية دعم المؤسسات الخيرية التي تعمل على تسخير التأمين كأداة إنسانية”. وأضافت:”عندما يضرب الجفاف، تضطر العائلات لاتخاذ خيارات صعبة مثل بيع المواشي أو تقليل الوجبات أو إخراج الأطفال من المدارس. نحن ندعم هذه المبادرات لضمان ألا يضطر الناس إلى مثل هذه القرارات القاسية”.
أزمة جفاف خانقة
وبحسب تقديرات برنامج الأغذية العالمي، تواجه سوريا أزمة معيشية غير مسبوقة نتيجة شتاء هو الأجف منذ 70 عاماً، أعقبه صيف شديد الحرارة. هذه الظروف أدت إلى انهيار واسع في الإنتاج الزراعي، خصوصاً في شمال شرق البلاد، مع جفاف الآبار وتراجع مصادر الدخل الريفي.
وقال خالد عثمان، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في سوريا: “انخفض معدل الأمطار إلى النصف تقريباً، وفي بعض المناطق خسر المزارعون كل محاصيلهم. من المتوقع أن ينخفض إنتاج القمح بمقدار 2.7 مليون طن، فيما تضغط تكاليف الأعلاف والري المرتفعة بشدة على العائلات الريفية. هذه ليست مجرد صدمة مناخية؛ إنها أزمة معيشية”.
تمويل استباقي لحماية الأكثر هشاشة
تسعى مؤسسة Humanity Insured إلى إتاحة الحماية التأمينية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، عبر تقديم منح تغطي أقساط التأمين للمجتمعات الهشّة، بما يضمن حصولها على تعويضات مالية متفق عليها مسبقاً فور وقوع كوارث مناخية.
الرئيس التنفيذي للمؤسسة، تشارلي لانغدايل، وصف هذه الخطوة بأنها “نقطة تحول”، قائلاً: “هذا التعويض الأول لا يمثل فارقاً للعائلات في سوريا فحسب، بل يثبت أن التمويل الاستباقي يمكن أن ينجح حتى في مناطق النزاعات”.
برنامج الأغذية العالمي: سرعة وكرامة في الاستجابة
من جانبه، أكد ماتيو دوبروي، المستشار الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي لشؤون تمويل مخاطر المناخ والكوارث والتأمين، أن هذه التجربة تعكس فاعلية الأدوات المالية الجديدة في السياقات المعقدة: “نحن نثبت أن التأمين يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لدعم المجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي عبر استجابة مبكرة تحافظ على الكرامة”.
نموذج جديد لمواجهة الكوارث
المبادرة، وفق القائمين عليها، تقدم نموذجاً مختلفاً في طريقة التعامل مع الكوارث المناخية، إذ تحوّل التمويل من رد فعل متأخر إلى تدخل استباقي. هذا التحول، في نظر الشركاء، يجعل التأمين أداة إنسانية متقدمة، توفر الحماية السريعة لسبل العيش وتخفف من آثار التغيرات المناخية في أكثر البيئات هشاشة.
اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة