طلاب الافتراضية في السويداء بين التمييز وإغلاق المركز

تُعدّ الجامعة الافتراضية السورية نافذة تعليمية مهمة لطلاب محافظة السويداء، إذ تمنحهم فرصة متابعة تحصيلهم الجامعي عن بُعد في ظل صعوبات التنقل وبعد المسافات. ورغم أن المحاضرات والبرامج تُجرى عبر الإنترنت، تبقى الامتحانات مرتبطة حصراً بمراكز النفاذ داخل المحافظات، ما يضع طلاب السويداء أمام تحديات متزايدة بفعل الأوضاع الأمنية والاجتماعية.

الطلاب هناك يواجهون مشكلات مزدوجة؛ من جهة تهدد الاضطرابات الأمنية المتكررة قدرتهم على الحضور والتنقل بأمان، ومن جهة أخرى تعيق المضايقات الاجتماعية داخل الجامعة نفسها مسارهم التعليمي.

شهادات طلابية

يقول باسل الشحادة، وهو طالب في كلية الحقوق، لـ”العربي الجديد”: “قبل الامتحانات، كنا نتعرض أحياناً لإهانات بسبب انتمائنا إلى السويداء، سواء من بعض الزملاء أو حتى من أساتذة. ويزيد الوضع الأمني المتوتر من صعوبة التركيز، فنعيش في قلق مستمر يؤثر على دراستنا”.

من جانبها، تروي منى الخيرات، طالبة الإعلام، أن “التمييز والإحباط يجعلان متابعة الدراسة عبئاً ثقيلاً”، مضيفة: “في ظل الوضع الأمني لم نتمكن من التقدم للامتحانات، ولم يتم تأجيلها رغم مطالباتنا المتكررة. أحياناً تبدو الدراسة نفسها رفاهية صعبة التحقيق”.

إغلاق المركز وزيادة الضغوط

مع هذه الصعوبات، جاء خبر إغلاق مركز نفاذ السويداء ليضاعف معاناة الطلاب، بعد أن تعرضت تجهيزاته كافة للسرقة خلال فترة الفوضى. وأدى ذلك إلى تعطيل امتحانات برامج الحقوق والإعلام ودبلوم التأهيل التربوي وعدد من برامج الماجستير.

وطلبت الجامعة من طلاب السويداء التوجه إلى مركز الهمك في دمشق أو أقرب مركز امتحاني آخر، مؤكدة أن من لم يتمكن من الحضور ستؤجل امتحاناته للفصل المقبل.

مصادر من داخل المركز قدّرت قيمة المسروقات بحوالي 100 مليون ليرة سورية (الدولار يعادل نحو 13 ألف ليرة)، شملت نحو 40 جهاز لابتوب حديثاً. وهكذا تحولت تجربة “التعلم الافتراضي” في السويداء إلى صراع يومي بين العوائق الأمنية والانتماء الاجتماعي وغياب البنية الأساسية.

جامعة واسعة الانتشار بتحديات محلية

تشير بيانات الجامعة الافتراضية السورية إلى أن عدد طلابها يتجاوز 46 ألف طالب موزعين على جميع المحافظات، بإشراف نحو 1100 مدرس. وتقدم الجامعة برامج متنوعة تشمل البكالوريوس والدبلومات والماجستير في مجالات الحقوق والإعلام والتأهيل التربوي وغيرها.

لكن هذا الانتشار الواسع لا يلغي هشاشة بعض المراكز في المحافظات الصغيرة، مثل السويداء، حيث يبقى الطلاب عرضة لأي أزمة أمنية أو لوجستية، ما يهدد حقهم في التعليم ويجبرهم على خيارات صعبة، إما السفر إلى محافظات أخرى أو المخاطرة بمتابعة امتحاناتهم في ظروف غير مستقرة.

صورة أوسع

تسلط معاناة طلاب السويداء الضوء على هشاشة التعليم الافتراضي خارج العاصمة، حيث تتقاطع التحديات الأمنية والاجتماعية مع أزمات البنية التحتية، ليصبح حق الطالب في التعليم عرضة للتأجيل أو الانقطاع وسط غياب حلول عملية تضمن استمرارية هذا النمط من التعليم في المناطق الأكثر هشاشة.

اقرأ أيضا أزمة النزوح في السويداء: العشائر تطالب بالعودة وتؤكد على الوحدة الوطنية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.