بين الشرع وإلهام أحمد … من يتحدّث باسم السوريين؟
تشهد الأروقة السياسية والدبلوماسية في العاصمة الأميركية واشنطن نقاشات مكثّفة بشأن مشاركة شخصيات سياسية وعرقية سورية في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة في نيويورك هذا الشهر. ويأتي ذلك وسط تحركات لافتة من أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، تضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب لإشراك وجوه تمثّل الأقليات السورية والمعارضة للسلطة الانتقالية.
جهود لدعم مشاركة إلهام أحمد في الجمعية العامة:
بحسب مصادر خاصة لموقع “المشهد”، فإن النائب الأميركي إبراهيم حمادة، يقود جهوداً حثيثة لضمان مشاركة القيادية الكردية إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كممثّلة عن صوت الأقليات السورية الرافضة لسياسات السلطة الانتقالية.
وتشير المعلومات إلى أن هناك توافقاً مبدئياً داخل أوساط الأمم المتحدة حول السماح لإلهام أحمد بإلقاء كلمة رسمية أمام الجمعية العامة، خاصة في ظل العلاقة الشخصية التي تجمعها برئيسة الجمعية الحالية أنالينا باربوك، وزيرة الخارجية الألمانية السابقة.
مشاركة مرتقبة للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع:
في سياق متصل، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” مشاركة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع في الدورة الـ 80 للجمعية العامة، وهي أول مشاركة رئاسية لسوريا منذ عام 1967. ويرافق الشرع وفد دبلوماسي رفيع، يتقدّمه وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ضمن “الأسبوع رفيع المستوى” بين 22 و30 سبتمبر الجاري.
وساهمت الضغوط الغربية بنجاح الشرع بتخطّي العائق الرئيسي أمام الحضور في نيويورك والمشاركة في الأسبوع رفيع المستوى، والمتمثّل بإدراجه في قوائم الإرهاب الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة.
يقول المحامي والناشط السياسي السوري زيد العظم في حديثه إلى “المشهد” إن “الإعفاء المؤقت لمدة 5 أيام يخوّل الشرع بالسفر إلى نيويورك وهذا الإعفاء ستستند عليه واشنطن في منحه سمة للدخول إلى الولايات المتّحدة”، مضيفًا “مثل هذا الإعفاء صدر سابقاً وخوّل باريس باستقبال الشرع في 7 مايو كنوع من الغطاء القانوني الذي يحمي الشرع والدولة المضيفة”.
الإدارة الذاتية: سلطة أمر واقع في شمال سوريا:
وبحسب العظم، يُنظر إلى مشاركة كل من أحمد الشرع وإلهام أحمد على أنها تمثّل “سلطات أمر واقع” في مناطق مختلفة من سوريا، حيث يسيطر الشرع على دمشق ومحيطها ضمن السلطة الانتقالية، فيما تُمثّل إلهام أحمد الإدارة الذاتية الكردية التي تدير نحو ثلث الأراضي السورية في شمال وشرق البلاد.
القرار 2245 ومساعي المرحلة الانتقالية:
على صعيد آخر، تتكثّف التحركات السياسية السورية وسط تأكيدات غربية متكررة على ضرورة تطبيق القرار الأممي 2245، الذي ينصّ على ترتيبات المرحلة الانتقالية في سوريا، بدون إشراك الرئيس السابق بشار الأسد أو الفصائل المصنّفة إرهابية.
وفد الإدارة الذاتية في حفل تنصيب ترامب:
يُذكر أن وفداً من الإدارة الذاتية ضمّ إلهام أحمد وسينم محمد، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، شارك في وقت سابق من هذا العام في حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما اعتُبر مؤشراً على العلاقات المتنامية بين واشنطن والإدارة الذاتية.
إقرأ أيضاً: سوريا ما بعد الأسد نيويورك تايمز تكشف استمرار علامات الاستبداد
إقرأ أيضاً: رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع يحصل على تأشيرة دخول للولايات المتحدة