داما بوست- خاص| تتجول ميساء (اسم مستعار) ضمن الأسواق الشعبية لتمارس التسول، لكن الأماكن التي ترتادها لا تخلو من التحرش بالمتسولات الذين يحاولون عرض الأموال عليها مقابل الجنس معها، الأمر الذي تواجهه بالشتائم أو الصوت العالي قبل أن تتملص من الموقف، وتقول الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عاماً لـ “داما بوست”، إن المتحرشين ليسوا فقط ضمن المناطق الشعبية، فهم ضمن المناطق الراقية أيضا.
الفتاة التي تتواجد أحياناً في منطقة “اتستراد المزة”، تقول لـ داما بوست: أحياناً تقف السيارات الفخمة ليطلب مني راكبها أن أرافقه، والبعض يصر على الأمر لدرجة تدفعني للركض بعيداً عنه أو الاقتراب من أي شرطي مرور متواجد في ساعات الليل كنوع من الحماية، وتستغرب أن يطلب مثل هؤلاء من فتاة في مثل سنها أن ترافقه في السيارة أو يطلب منها الجنس مقابل المال.
إقرأ أيضاً: مكافحة التسول وتأهيل مشافي على طاولة مجلس محافظة دمشق
وتشير فرح (اسم مستعار) التي تبلغ من العمر 16عاماً، إلى أنها تتعرض للتحرش بشكل مستمر، بعض المارة يقوم بمحاولة لمس جسدها حين اقترابها منهم لطلب المال والتسول، والبعض الآخر يعرض بشكل علني مبلغاً كبيراً مقابل الحصول على الجنس، وتقول: “أحد الزبائن عرض علي مليون ليرة سورية مقابل أن أصعد معه بالسيارة، وفهمت ما قصده حينها، لكن الأمر بالنسبة لي مرفوض، وقد يكون هذا العرض المالي الكبير بقصد خطفي مثلاً”، وتتابع الفتاة في حديثها لـ داما بوست: “بعض الشبان الصغار بالعمر وخاصة من هم دون سن العشرين، يقومون بالتحرش بطريقة مؤذية مثل رش الماء على المتسولة أو محاولة لمسها بالعنف، وفي مثل هذه الحالة يكون الركض والهرب بعيداً هو الحل”.
من جانبها تقول هيام البالغة من العمر 15عاماً، إن التحرش بات معتاداً بالنسبة لها، فهي بدأت بالعمل بالتسول منذ أن كانت في عمر صغير، لا تذكر من حياتها شيء إلا التسول وتضيف: منذ الصباح تجد من يتحرش، قد يكون سائق تكسي أو سيارة عابرة أو حتى أحد الباعة على البسطات، غالباً ما يكون التحرش بالمتسولة من باب إنها لوحدها، ولن تجد من يدافع عنها من المارة كما هو الحال مع الفتاة العادية، كما إن نظرة الناس إلى الفتاة التي تتسول تكون على أساس إنها أقل من أي انسان آخر لذا يجد المتحرشون أنه من السهل أن يقوموا بما يريدون دون أن يطلب منهم أحد أن يكف عن التحرش”.
إقرأ أيضاً: ظاهرة التسول بأوجها خلال رمضان في حماة
وتنتشر عدد كبير من الفتيات والنساء في شوارع العاصمة دمشق والمحافظات السورية للعمل بالتسول، غالباً ما يبقين حتى ساعة متأخرة من الليل قبل أن يسمح للواحدة منهن بالعودة إلى منزل ذويها، وبحسب المعلومات المتقاطعة التي حصلت عليها شبكة داما بوست من أكثر من متسولة، فإن هناك من يقبلن بتقديم الخدمات الجنسية من المتسولات مقابل الحصول على المال الذي يجعل من ساعات عملهن قصيرة، فغالب المتسولين يحصلون يومياً على مبالغ تتراوح بين 150-250 ألف ليرة سورية من جراء التسول قبل أن يعدن إلى منازلهن.