“لفتة رمزية”.. خبراء صينيون يعلقون على مشروع “الممر الاقتصادي” الأمريكي

وصف الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مشروع الممر الاقتصادي المعلن عنه على هامش قمة العشرين في الهند، بأنه “سوف يغير قواعد اللعبة” على حد قوله، كونه يشمل مشروعات للسكك الحديدية وربط للموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.

كما يهدف الممر الجديد إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف، عبر كابلات وخطوط أنابيب من أجل تعزيز أمن الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي، بربط ونقل البيانات عبر كابلات الألياف البصرية.

وبحسب تقارير صحفية غربية فإن “الممر الاقتصادي” ينافس نفوذ الصين المتصاعد في المنطقة، ويساعد على تقليل الاعتماد المفرط على مصادر الإمدادات الصينية، فيما يزاحم طريق الحرير الصيني المتمثل بمبادرة “الحزام والطريق”.

وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي “نادر ووهان” في حديثه لــ “داما بوست” أن المشروع الجديد لا يمكن أن يكون بديلاً لمبادرة “الحزام والطريق” لافتاً إلى أنه قد يكون مكملاً لا أكثر.

وبين “ووهان” أن الدول المشاركة والمستفادة من مبادرة “الحزام والطريق” لا يمكنها الانسحاب منها، مؤكداً أن التنافس الإيجابي في هذه الحالة أفضل من التنافس السلبي.

وأشار “ووهان” إلى فشل الولايات المتحدة في تحطيم الحلم الصيني عبر ضرب مبادرة “الحزام والطريق” داعياً إياها والدول الأخرى للتعاون والوحدة بدلاً من الانقسام والمواجهة، معتبراً أن فلسفة الصين تقوم على هذا الأساس.

وأوضح الصحفي الصيني، أن دول الشرق الأوسط تتجه نحو بكين، ولديها رغبة في التعاون مع الصين اقتصادياً وتجارياً، ولا يمكن إجبارها على الميل لأي مشاريع أخرى بل تسعى لتنويع شركائها من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية والتطور، وخصوصاً الدول العربية ودول الخليج بعد القمة الصينية العربية التي عقدت نهاية العام الماضي.

وفي السياق أيضاً، نفى خبراء صينيون إمكانية عزل الصين، عبر مشروع “الممر الاقتصادي” الجديد المدعوم من قبل إدراة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، على اعتبار أن واشنطن تفتقر للنية الحقيقية والقدرة على متابعة تعهدها بتعزيز شبكة النقل في الشرق الأوسط بشكل حقيقي.

فيما وصفه آخرون بأنه “لفتة رمزية لا أكثر” تنطلق من ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية بشأن وجود الصين كقوى عظمى وسيطرتها على أقوى خطوط التجارة العالمية.