بلغ عدد البيوت البلاستيكية وفق الخطة الإنتاجية الزراعية للموسم القادم، حسب وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي نحو 168 ألف بيتاً بلاستيكياً، حيث حددت الخطة عدد البيوت المحمية المنتجة 167969 بيتاً، منها 99730 تزرع بندورة بمساحة قدرت 3975 هكتاراً، ويقدر إنتاجها بـ 367 ألف طن.
ورغم التوقعات المتفائلة، يعاني مزارعو البندورة من زيادة في تكاليف الإنتاج بشكل كبير، ويشتكون دائماً من سعر البندورة البلاستيكية التي تعود على المزارع بدلاً من الربح بالخسارة، إضافة لبرودة الطقس في الموسم الشتوي، والأمراض التي قد تصيب التربة والشتلات.
وبحسب عدد من المزارعين في ريف طرطوس، بلغت تكلفة النايلون للبيت البلاستيكي من 4.5 إلى 5 مليون ليرة، ووصل متر الحديد إلى 200 ألف ليرة، إضافة لأسلاك التربيط التي وصل سعرها إلى نحو 3 مليون ليرة للبيت الواحد، وبلغ سعر بكرة التنقيط بين 1.5 و2 مليون ليرة، أي أن كلفة تجهيز البيت البلاستيكي الواحد للزراعة تصل حوالي 30 مليون ليرة.
مع العلم أن هذه التكلفة تدفع لمرة واحدة فقط، فالمزارع ليس بحاجة لتبديل الحديد في كل موسم، أو بكرة التنقيط، لكنه بحاجة لتغيير “النايلون” كل سنتين.
أما بالنسبة لتكاليف إنتاج البندورة البلاستيكية، فيبدأ المزارع برش التربة قبل وبعد وضع البذور لحمايتها من مرض “نيماتودا” أو مرض “تعقد الجذور” الذي يكلف كل بيت بلاستيكي مليون ليرة، وبلغ ظرف البذار قرابة مليوني ليرة أيضاً، إضافة لتكلفة الخيطان التي تصل بين 300 و400 ألف ليرة، والمبيدات الحشرية والأسمدة حولي مليون ونصف أو مليونين ليرة، يضاف عليها تكلفة الفلين، فكل طن من البندورة بحاجة إلى 70 فلينة بكلفة تقديرية نحو 350 ألف ليرة، إضافة لأجور النقل التي ازدادت أضعافاً مضاعفة، أي أن إنتاج البيت للموسم الواحد فقط تبلغ بين أربعة إلى خمسة طن، بكلفة تصل إلى أربعة مليون وسبعمئة ألف ليرة سورية للأمور الأساسية فقط، دون حساب كلفة السقاية أو الحاجة للمحروقات.
وحتى يستطيع المزارع الاستمرار في زراعة البندورة، يجب أن يعادل سعر كيلو البندورة بأقل الإمكانيات سعر التكلفة، علماً أنه حتى يكون “ربحان” يجب أن يكون سعر البندورة بين 7000 و10000 ليرة سورية، وإلا فهو ليس فقط خاسر بل لن يستطيع الزراعة في الموسم القادم، هذا في حال تم حساب الكلفة على الأسعار التقديرية آنفة الذكر.
وإضافة إلى كل ذلك، يواجه المزارع الظروف الجوية، من خلال تأمين التدفئة أو رش الشتلات بالرذاذ لحمايتها من الصقيع في حال انخفضت درجات الحرارة كثيراً، والأمر هنا بحاجة إلى المحروقات لتوليد الكهرباء لتشغيل الرذاذ، أو أن يخسر الموسم الكامل إذا ما ضرب إعصار المحصول أو كما يسمى في الساحل “تنين بحري” الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى فساد الموسم كاملاً.
ويتساءل المزارعون لماذا لا يتم مساعدتهم بتأمين هذه الكميات من الفلين ضمن الوحدات الإرشادية الموزعة في أنحاء المحافظات، بدلاً من شرائها في كل موسم عدة مرات، من خلال استغلال أصحاب المشاغل أو المحال لهم.
جدير بالذكر أن البندورة تزرع على موسم واحد أو موسمين، فإما الزراعة في الشتاء بالشهر الثالث والقطاف بالشهر العاشر أو الزراعة في الصيف بالشهر العاشر والقطاف بالشهر الثالث، أو أن للمزارع أن يزرع الموسمين سويةً وحينها يسمى بالموسم الطويل.
وشهد هذا العام ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخضراوات والفواكه بشكلٍ عام، لكن المزارع لا يزال متخوفاً من وعود تحسين الأسعار، أو غياب محفز للاستمرار في الزراعة، على اعتبار أنها المتنفس المادي الوحيد لكثير من العوائل، وعليه فإن أي خسارة طارئة لموسم البندورة أو غيره قد تكون بمثابة مصيبة بالنسبة للكثير منهم.