انتهاكات “إسرائيلية” متزايدة تستهدف الصحافيين في جنوب سوريا
تشهد مناطق جنوب سوريا تصعيدًا في الانتهاكات التي تستهدف الصحافيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث توثق لجنة حماية الصحافيين حالات متكررة من المطاردة والاعتقال وإطلاق النار المباشر. جاءت هذه الحوادث بعد توسع إسرائيل في المنطقة عقب سقوط نظام الأسد نهاية العام الماضي، واحتلالها مناطق كانت تحت مراقبة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
شهد الصحافيان السوريان نادر دبو ونور الحسن ملاحقة من قبل جنود إسرائيليين أثناء تغطيتهما حطام طائرات مسيرة إيرانية بمحافظة القنيطرة، حيث أوقفا واستجوبا ميدانيًا قبل الإفراج عنهما بعد وعد بعدم العودة. كما أصيب مصور الفيديو علي النجار برصاصة خلال إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين في ريف القنيطرة، فيما تعرض صحافيون آخرون للطرد وتحطيم معداتهم.
في 20 مايو الماضي، أُطلق النار على الصحافي أنور عصفور أثناء تغطيته أضرارًا على بئر مياه في قرية كودنة، رغم ارتدائه سترة الصحافة الواضحة. وذكر صحافيان من شبكة أحرار حوران أنهما تعرضا للتهديد من الجنود خلال تصويرهما في نفس المنطقة، واضطرا لمغادرة المكان فوراً.
كما احتجز فريق قناة “بي بي سي” العربية أثناء التصوير قرب الجولان المحتل، حيث صادر الجنود معداتهم واحتجزوهم قسرًا، وأجبروا على حذف المواد المصورة بعد تعريضهم لاستجواب وقيود جسدية.
ولم تُستثن الصحافيون الأجانب من هذه الانتهاكات، فقد احتجزت قوات إسرائيلية الصحافي الفرنسي سيلفان ميرسادييه مع الصحافي السوري يوسف غريبي والمحامي محمد فياض في يناير الماضي أثناء تغطيتهم للتوسع العسكري الإسرائيلي، حيث تعرضوا للعنف والاحتجاز في قاعدة عسكرية ثم إخلاء سبيلهم معصوبي الأعين في مكان مجهول، وسط إنكار إسرائيل لكونهم داخل مناطق عسكرية ورفضها التعليق على هذه الحوادث.
رئيس وحدة الرصد في رابطة الصحافيين السوريين، محمد الصطوف، اعتبر أن هذه الانتهاكات المتزايدة تعكس سياسة ممنهجة من قبل القوات الإسرائيلية تهدف إلى قمع حرية الإعلام ومنع وصول المعلومات، مؤكداً أن هذه الأعمال جزء من أدوات الضغط السياسي التي تستخدمها إسرائيل رغم التحولات السياسية في المنطقة.
حتى الآن، لم تتلق لجنة حماية الصحافيين ردًا من السلطات “الإسرائيلية” أو السورية حول الإجراءات المتخذة لحماية الصحافيين، مما يثير القلق من استمرار تصاعد هذه الانتهاكات في جنوب سوريا.
إقرأ أيضاً:مداهمات واعتداءات إسرائيلية متصاعدة في ريف القنيطرة