احتجاجات في حلب بعد مقتل شاب داخل مخفر الكلاسة
شهد محيط مخفر الكلاسة بمدينة حلب مساء يوم امس الإثنين وقفة احتجاجية، عقب وفاة الشاب عبد الرحمن جعجول بعد أيام من توقيفه في المخفر ذاته، حيث أثارت الحادثة جدلاً واسعاً وسط اتهامات بتعذيبه أثناء الاحتجاز.
جاء توقيف جعجول على خلفية اتهامه بسرقة دراجة نارية، وسط مزاعم من أقربائه وأصدقائه بأنه تعرض لسوء معاملة داخل المخفر. وأشار أحد أصدقائه، أحمد عمر، خلال الوقفة الاحتجاجية إلى وجود تناقضات في الإجراءات القانونية، موضحاً أن تاريخ إغلاق محضر الضبط لدى الشرطة سبق تاريخ وفاة الشاب بثمانية أيام، وهو ما يخالف القانون الذي يلزم تحويل الموقوفين إلى المحكمة فور إغلاق الضبط.
ورفض رئيس مخفر الكلاسة تمكين ذوي الضحية من الاطلاع على محضر الضبط، الأمر الذي زاد من شكوك المحتجين حول ظروف الوفاة. وقد نفت أسرة الضحية صحة الرواية الرسمية التي تشير إلى تعاطيه مواد مخدرة، مؤكدة أنه لم يكن يتعاطى مثل هذه المواد.
من جهته، أعلن قائد الأمن الداخلي في حلب، العقيد محمد عبد الغني، خلال حضور جلسة العزاء، أن الحادثة تخضع لتحقيق مركزي دقيق، وأنه تم توقيف الضابط المناوب ومسؤولي النظارة والتحقيق تمهيداً لاستكمال التحقيقات. وأكد عبد الغني على مسؤولية جميع الأطراف أمام القضاء، مشدداً على ضرورة بناء دولة قانون تقوم على العدالة.
كما أوضح أن الجثة خضعت للفحص الطبي الشرعي فور الإبلاغ عن الوفاة لتحديد سببها بشكل دقيق، والتزم بالكشف عن ملابسات الحادث بشفافية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق من يثبت تورطه أو تقصيره.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تكرار حالات جدلية في سوريا، حيث أثارت وفاة الشاب يوسف اللباد في دمشق في يوليو الماضي نقاشاً واسعاً حول استخدام القوة المفرطة داخل مراكز الاحتجاز، وسط تضارب في الروايات الرسمية والشعبية.
اقرأ أيضاً:لجنة تحقيق في مجازر السويداء: حياد مفقود ومقاطعة كاملة