دارت اشتباكات عنيفة خلال ساعات ليلة أمس، إثر هجوم نفذته مجموعات ما تسمى بقوات “تحرير عفرين” باتجاه مواقع ونقاط متقدمة لمسلحي الفصائل الموالية لأنقرة، على عدد من محاور الجبهة الشمالية الغربية من ريف محافظة حلب.
اشتباكات وصفتها مصادر ميدانية لـ “داما بوست” بالأعنف التي تشهدها الجبهة الشمالية من ريف حلب، منذ عدة أشهر، حيث باشر مسلحو “تحرير عفرين” هجومهم عبر التسلل نحو نقاط الفصائل الموالية لتركيا في محيط بلدة “مارع”، ثم الاشتباك معهم بشكل مباشر بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، الأمر الذي باغت مسلحي أنقرة وأوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين صفوفهم.
وفي ظل الضربة المفاجئة التي تلقاها مسلحوها، سارعت قيادة القوات التركية في شمال حلب إلى إعطاء أوامر مشددة بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خط الاشتباك، ليبدأ تدفق تلك التعزيزات تباعاً وتتخذ المعارك الدائرة على محور “مارع” وتيرةً أكثر عنفاً مع تقدم الوقت.
من جانبهم، عمل عناصر “تحرير عفرين” على تخفيف الضغط عن محور الاشتباك في مارع عبر مهاجمة مجموعاتهم الأخرى، مواقع مسلحي أنقرة على محوري قريتي “الطويحينية” و”كلجبرين”، الأمر الذي أضعف دفاعات مسلحي الفصائل وأفقدهم السيطرة على 3 من نقاطهم العسكرية القريبة من “مارع”، وفق ما أكدته المصادر لـ “داما بوست”، لتتدخل القواعد العسكرية التركية في إثر ذلك، عبر تنفيذ قصفٍ مدفعي مكثف نحو محاور تقدم “تحرير عفرين”.
ومع اشتداد وتيرة القصف التركي ووصول المزيد من التعزيزات العسكرية لمسلحي أنقرة، اضطرت المجموعات المهاجمة إلى الانسحاب من محور الاشتباك والنقاط التي تمكنت من السيطرة عليها، مكتفيةً بما حققته من خسائر بشرية ومادية كبيرة بين صفوف الفصائل التركمانية، لتعود خارطة السيطرة لاحقاً إلى وضعها السابق.
وكحصيلة تقريبية فتجاوز عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا بين صفوف فصائل أنقرة عتبة الـ20 مسلحاً، إلى جانب تكبدهم خسائر مادية كبيرة على صعيد الآليات والأسلحة والذخيرة، بينما سُجل وقوع عدة إصابات بين صفوف “قوات تحرير عفرين” الذين أطلقوا أيضاً عدداً من القذائف الصاروخية باتجاه محيط القاعدة العسكرية التركية المتمركزة في “مارع” للتغطية على عملية انسحابهم.
وفي أعقاب الاشتباكات نفذت القواعد التركية المتمركزة بريف منطقة أعزاز على مدار ساعات الليلة الماضية، قصفاً مدفعياً مكثفاً باتجاه قرى ريف حلب الشمالي الغربي، واستهدفت قرى “البيلونية” و”الشيخ عيسى” و”عين دقنة” و”حربل” ما تسبب بإلحاق خسائر مادية كبيرة بممتلكات الأهالي والأراضي الزراعية، دون ورود معلومات مؤكدة حول تسجيل خسائر بشرية بين صفوف المدنيين.
وجاءت اشتباكات ليلة أمس بعد أيام من التصعيد المستمر الذي تنفذه قوات الاحتلال التركي لناحية القصف العنيف المستمرة على معظم قرى ريف حلب الشمالي الغربي وصولاً إلى مدينة تل رفعت، والذي كان تسبب خلال الأيام الماضية بإصابة عدد من المدنيين بينهم طفلة بجروح متفاوتة الخطورة، في وقت تواصل خلاله مجموعات “تحرير عفرين” التي يتشكل قوامها من المسلحين الأكراد، عملياتها العسكرية المتمثلة بقصف القواعد العسكرية التركية ونقاط مسلحي الفصائل، مع تنفيذ بعض الهجمات المباشرة نحو تلك النقاط بين الحين والآخر.