سينما الكندي تواجه خطر الإخلاء غير القانوني بقرار من الأوقاف
في تطور يثير الجدل حول تطبيق القانون، أصدرت وزارة الأوقاف في الحكومة الانتقالية، قراراً بفسخ عقد إشغال سينما الكندي التاريخية في دمشق والمطالبة بإخلائها خلال سبعة أيام، وهو ما وصفه مختصون بأنه مخالفة صريحة للقانون السوري.
حيث أصدرت وزارة الأوقاف في الحكومة الانتقالية السورية، يوم الخميس الماضي، قراراً بفسخ عقد إشغال سينما الكندي، مطالبة الورثة والقائمين على العقار بإخلائه خلال سبعة أيام فقط من تاريخ التبليغ، تحت طائلة تنفيذ الإخلاء عن طريق الضابطة العدلية. القرار رقم (2922) /12 يفسخ العقد لعقار مساحته تتجاوز 700 متر مربع وببدل سنوي قدره 30 دولاراً أميركياً، بحجة إعادة تأهيله ليكون “مركزاً ثقافياً يشع منه نور المعرفة والعلم”.
في هذا السياق، أكد خبير قانوني لموقع “العربي الجديد”، أن قرار وزارة الأوقاف بفسخ العقد من طرف واحد وفرض الإخلاء خلال سبعة أيام دون صدور حكم قضائي يُعد مخالفة صريحة للقانون السوري، وخصوصاً قانون الإيجارات رقم 20 لعام 2015، الذي ينص على أن إنهاء العلاقة الإيجارية لا يتم إلا بموجب دعوى قضائية وبعد تحقق شروط قانونية واضحة. وأضاف أن استخدام الضابطة العدلية للإخلاء الفوري دون المرور بالقضاء يُعد “تعدياً على السلطة القضائية، وخرقاً لمبدأ سيادة القانون”.
وشدد الخبير على أن “إعادة النظر في عقارات الأوقاف مسألة مشروعة ومطلوبة، لكن يجب أن تتم وفق القانون والعدالة وحقوق الطرفين”. وأشار إلى أن تحويل العقار إلى مركز ثقافي “لا يمنح الإدارة الحق في نزع يد المستأجر دون تعويض عادل وبإجراءات قضائية”، مستنداً إلى المادة 15 من الدستور السوري التي تنص على أن نزع الملكية أو الانتفاع لا يتم إلا للمنفعة العامة وبمقابل عادل.
واختتم الخبير تصريحه بالقول: “إن احترام العقود والحقوق المكتسبة هو حجر الأساس لأي بيئة استثمارية مستقرة، وأي انتهاك لهذا المبدأ، حتى وإن تم باسم (المنفعة العامة)، يُهدد الثقة المتبقية بالمؤسسات، ويُحوّل الدولة إلى خصم لا شريك في التنمية”. وأكد أن للورثة أو القائمين على العقار الحق في الطعن أمام القضاء الإداري، والمطالبة بوقف تنفيذ القرار بل وتعويضهم عن الأضرار المادية والمعنوية إن نُفذ القرار خارج إطار القانون.
وتُعد سينما الكندي إحدى أعرق الصالات السينمائية في دمشق، وتقع في حي الصالحية الحيوي على العقار رقم /2285/. أُنشئت في خمسينيات القرن الماضي، وكانت تُعرف سابقاً باسم “سينما أدونيس”، قبل أن يُغيَّر اسمها إلى “الكندي” تيمناً بالفيلسوف العربي يعقوب بن إسحاق الكندي، في إشارة إلى ارتباط المكان بالثقافة والمعرفة.
و شهدت السينما فترات نشاط فني وثقافي لافت، وكانت من أبرز دور العرض التي احتضنت الأفلام السورية والعربية، كما استخدمت لعرض أفلام مهرجانات السينما العالمية. وتُعرف سينما الكندي بجمهورها النوعي المهتم بالشأن الثقافي والفني، وارتبطت غالباً بعروض السينما النوعية وغير التجارية، مما منحها هوية مميزة. تضم السينما قاعة عرض رئيسية مزودة بشاشة كبيرة وأنظمة صوت مناسبة، وتتسع لمئات المشاهدين، بالإضافة إلى مرافق خدمية ملحقة.
إقرأ أيضاً: وزير الثقافة يكلّف جهاد عبدو مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للسينما
أقرأ أيضاُ: أوبرا دمشق تنتظر اسماً جديداً