موظفو إدلب المفصولون يطالبون بالعودة لوظائفهم بعد سقوط النظام

بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على سقوط النظام السابق، لا يزال آلاف الموظفين المفصولين من محافظة إدلب ينتظرون العودة إلى وظائفهم التي خسروها قسرًا خلال سنوات الحرب. ورغم الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد، لم تُحلّ قضيتهم بعد، لتبقى عالقة وسط ظروف معيشية صعبة وغياب الاستجابة الرسمية حتى الآن.

و وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية الانتقالية بتاريخ 30 مايو الماضي، بلغ عدد الموظفين المفصولين 5622 موظفًا. معظم هؤلاء فُصلوا خلال سنوات الحرب لأسباب تتعلق بمواقف سياسية، أو تقارير كيدية، أو تغيّب قسري عن العمل نتيجة تعذر الوصول إلى مواقع الخدمة.

وقد طُبقت بحقهم المادة 135 من القانون رقم 50 لعام 2004 (نظام العاملين الأساسي في الدولة)، التي تنص على اعتبار الموظف مستقيلًا إذا انقطع عن العمل لأكثر من 15 يومًا دون إجازة قانونية. غير أن الموظفين يؤكدون أن تغيبهم لم يكن خيارًا، بل ناتج عن خشيتهم من التعرض للاعتقال أو الانتقام من قبل الأجهزة الأمنية في ظل سيطرة النظام السابق على الطرق والمراكز الحكومية.

و يؤكد العديد من المفصولين أن قرار فصلهم لم يكن مجرد إجراء إداري، بل “حكم بالإقصاء الاقتصادي والاجتماعي”. فقد اضطر معظمهم للانتقال إلى أعمال يدوية أو مهن مؤقتة، بأجور زهيدة وفي ظروف مرهقة، فقط لتأمين الحد الأدنى من المعيشة لأسرهم. لقد زادت الحرب والنزوح وانهيار الاقتصاد من هشاشة حياتهم، وأفقدهم الأمان الوظيفي والاجتماعي معًا.

مع استمرار التأخير في حل الملف، بدأ عدد من الموظفين بتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بحقهم في العودة إلى العمل. شهدت مدينة إدلب مؤخرًا احتجاجًا نظمه موظفو مديرية الصحة أمام مبنى المديرية، رفعوا خلاله لافتات تطالب بإنصافهم واستعادة وظائفهم التي فُقدت بسبب ممارسات النظام السابق. كما نظم موظفون سابقون في مؤسسة الاتصالات وقفة مشابهة للمطالبة بحقوقهم.

وشدد المشاركون في هذه الوقفات على أن الوظيفة هي مصدر رزقهم الوحيد، وأنهم يطالبون باستعادة حقوقهم لا أكثر، مؤكدين أنهم أمضوا سنوات في الخدمة العامة ولا يجوز التغاضي عن ذلك.

و يرى الموظفون المفصولون أن الوقت قد حان لتسوية أوضاعهم وإنهاء هذا الملف المؤجل. ويأملون من الجهات المعنية أن تتعامل مع قضيتهم بجدية وعدالة، بعيدًا عن التسويف أو الإهمال، مؤكدين أن استبعادهم الدائم يُعد استمرارًا لظلم ارتُكب بحقهم في عهد النظام السابق.

 

إقرأ أيضاً: سوريا بلد التناقضات بين احتفالات “الهوية البصرية” وتأخر الرواتب واحتجاجات التجار

إقرأ أيضاً: تجار حلب ودمشق يحتجون على قرارات تهدد نظام الفروغ التجاري

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.