داما بوست | ملاذ سليمان
دخل البحارة إلى ملعب تشرين في العاصمة دمشق لمواجهة الوحدة البرتقالي، مساء الاثنين، وعينهم على اللقب، كأس طال انتظاره بعد الوصول إلى 5 نهائيات وخسارتها جميعاً، الساعة التاسعة مساءاً، أطلق الحكم صافرة البداية للمباراة النهائية لكأس الجمهورية بنسخته الـ55، ومعها كان تشرين يسعى لمصالحة جماهيره، وتعويض خسارته لقب الدوري والبطاقة المؤهلة لكأس الاتحاد الاسيوي لصالح الفتوة، والوحدة الهارب من شبح الهبوط بعد موسم للنسيان يبحث عن لقبه التاسع.
بدأ تشرين الشوط الأول بضغط كبير، أثمر عن هدف برأسية “خالد المبيض” اسكنها الشباك بعد عرضية متقنة من ضربة ركنية، وحاول لاعبو الوحدة بعدها السيطرة على اللقاء وتسجيل التعادل لكن الحارس التشريني أحمد مدنية كان حاضراً، ليدخل الوحدة الشوط الثاني في محاولة للتعويض لكن “مدنية” كان نجم اللقاء، ليتبادل الفريقان الهجمات حتى نهاية المباراة، ويطلق الحكم صافرته النهائية معلناً فك العقدة “التشرينية” لتكون السادسة ثابتة، ويتوّج باللقب الأغلى.
البحارة أغلقوا شوارع دمشق:
قبل أسبوع من اللقاء، بدأت جماهير تشرين الحشد للمباراة المنتظرة وتنظيم الرحلات، مجاناً انطلقت الحشود من اللاذقية إلى العاصمة، حيث غزا الأصفر ملعب اللقاء مساندة للفريق الذي يسعى للتتويج باللقب الأول.
عشرات الحافلات بالإضافة لمئات الحجوزات على رحلات شركات النقل الاعتيادية تم تجهزيها، وكان الجميع يتجهز ليوم اللقاء، ومع اقتراب الموعد وصلت أمواج بشرية كبيرة، وتجمعت وسط دمشق، حيث نظمت “كورتيج” مسير على الأقدام باتجاه الملعب لتصبغ العاصمة بألوانها، وازداد الحماس الجماهيري على مدرجات الملعب ولم يتوقف الهتاف، وكانت كمية الشغف لا يمكن وصفها، بحسب المشجعين والمشاهد التي انتشرت.
ويتحدث “ذوالفقار غصن” إلى داما بوست، وهو مشجع تشريني كان متواجد مع “الترحال” إلى دمشق.. “منذ يوم التأهل إلى النهائي، أصدر الاتحاد قراراً بالسماح للجماهير بحضور اللقاء، فبدأ الجمهور التشريني بالتجمع والتجهيز، قمنا بالتسجيل قبل ثلاثة أيام، ويوم المباراة تواجدت الحافلات أمام ملعب النادي وتوجهنا إلى دمشق، كان العدد يبلغ أكثر من 3000 مشجع تقريبا، وعند وصولنا إلى دمشق قمنا بتنظيم مسير باتجاه الملعب في وقت كان فيه “الألتراس” يتجهز على المدرجات، لنعيش الأجواء التي حرمنا منها منذ وقت طويل بسبب منع الجماهير من الحضور”.
الكأس أهم من “العرس”:
شاءت الأقدار أن يحدد يوم نهائي البطولة في ذات تاريخ زفاف اللاعب “خالد المبيض” ليقوم بتأجيل زفافه لمشاركة زملائه المباراة، ويبصم على الهدف الوحيد “هدف التتويج” ليكون عريس اللقاء وعريس الحياة الزوجية، وفي حديثه لداما بوست قال “المبيض” قمت بتحديد موعد العرس قبل شهرين تقريبا، لأن الجميع يعلم أن الموسم ينتهي في منتصف الشهر السادس، لكن التأجيلات أطالت من الموسم، وصدفةً تم تحديد نهائي الكأس في يوم 10/تموز ليتضارب مع موعد زفافي.
ويرى “المبيض”.. “لأنني قمت بالغياب عن اليوم الذي ينتظره كل شاب “يوم الزفاف” أكرمني الله بالتعويض من خلال تسجيل الهدف وجلب لقب الكأس الأول إلى خزائن النادي، فعلت المستحيل للتواجد في اللقاء، وجلست لساعات مع زوجتي لإقناعها بتأجيل يوم الزفاف لأن النهائي له نكهة خاصة، هذا اليوم كان تاريخياً بالنسبة لي، لأنه صادف مع يوم زفافي وكنت السبب في تتويج ناديي، حيث كان لدي شعور بالفوز وتحقيق اللقب”.
السادسة ثابتة:
ووصل نادي تشرين إلى نهائي كأس الجمهورية 5 مرات سابقة، بداية من عام 1973 عندما خسر أمام الأهلي بهدف،
ليعود في العام 1978 ويصل إلى النهائي الثاني ويخسر أمام المجد بنتيجة 4/1،
وبعد مرور 10 أعوام يخسر اللقب مجدداً لكن هذه المرة أمام الفتوة بهدف وحيد،
ولم تبتسم له ركلات الترجيح عام 2004 وتعلن خسارته النهائي الرابع أمام الجيش بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي،
ليعمق الأهلي جراح البحارة ويتفوق عليهم في نهائي 2006 بثلاثية نظيفة، لتكون المرة السادسة هي الثابتة ويرفع البحارة لقبهم الأول في كأس الجمهورية.