داما بوست – مارينا منصور| أصبحت الإجراءات الجلدية التجميلية منتشرة بشكل كبير، ما يدعو للتساؤل حول طبيعتها وصحة الخضوع لها، خصوصاً بعد ظهور منشورات كثيرة لبعض الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها صوراً لبشرتهن وهي متضررة نتيجة الخضوع لهذه الإجراءات على أيدي غير الاختصاصيين، فمنهن مَن احترقت بشرتها، ومنهن مَن حدث معها مضاعفات طبية خطيرة.
ما الفرق بين الإجراءات الجلدية المتنوعة؟
وحول هذا الموضوع، تواصلنا مع طبيبة الجلدية رين جحه والتي أكدت في حديث خاص لـ”داما بوست” أن الإجراءات الجلدية عادة لا تجرى خلال جلسة واحدة فمثلاً تنظيف البشرة “الهايدرافيشال” يتم إجراؤه على عدة جلسات لأنه يفترض أن يكون بمثابة روتين، وأي بشرة تحتاج لتنظيف لكن يختلف عدد الجلسات بحسب نوع البشرة، مثلاً البشرة الجافة تحتاج 2 لـ 3 جلسات بالسنة، والمختلطة أو الدهنية تحتاج عدداً أكبر، لأن الإجراء يتضمن إزالة طبقة الخلايا الميتة وتنظيف المسامات من المواد الدهنية وإعطاء مواد تحفز وتحسّن نوع البشرة.
وبيّنت الطبيبة أن “الديرمابن” هو إما جلسة منفصلة لتحفيز الكولاجين لأنه يشمل إحداث أذية للبشرة لتحفيزها على إفراز عوامل معينة تحفز الكولاجين لعلاج المسامات والندبات خاصة بعد حب الشباب، أو يستخدم “الديرمابن” كوسيلة مساعدة لإدخال مواد، فيسمى الإجراء “ميزو ثيرابي”، وهو عبارة عن كوكتيل من الفيتامينات والمواد الفعالة أو مع “البلازما” الغنية بالصفيحات.
وأوضحت جحه أن هذه الإجراءات إذا كانت تُطبق بغرض النضارة تحتاج إلى أكثر من جلسة، لأن ديمومة الجلسة قصيرة وتراكم النتيجة هو الذي يعطي التحسّن والاستمرارية لفترة أطول، ومع ذلك تُعاد هذه الإجراءات بعد فترة.
وأشارت الطبيبة إلى أن إجراء “الميزو” مع “الديرمابن” يتم لبشرة الوجه والرقبة أو فروة الرأس لعلاج مشاكل الشعر أو مناطق خطوط التمدد “الستريتش ماركس” التي تظهر بعد الحمل أو زيادة الوزن.
متى تظهر النتائج؟
وحول عدد الجلسات ونتائجها، نوّهت جحه إلى أن القرار يعود أولاً وأخيراً للطبيب، وفي كل الإجراءات حتى “الهايدرافيشال” يجب أن يكون هناك إشراف طبي، موضحةً أنه حتى لو أجراها اختصاصي، يجب أن يُقرر الطبيب حسب نوع البشرة ما المواد المستخدمة ويعطي تنبيهات حول المواد التي لا يجب استخدامها أو المواد المهمة التي يجب استخدامها.
وقالت الطبيبة: “إن هذه الإجراءات تستخدم للنضارة أو للعلاج، فمثلاً (الميزو والديرمابن) تعطي فعالية أقوى من حيث النضارة، أما الندبات أو المسام أو التصبغات أو مشاكل الشعر فيكون غرض تنفيذ الإجراء لها علاجياً”.
وأضافت: “بعض الإجراءات كـ(الهايدرافيشال) يمكن أن تكون علاجية بالإضافة إلى الاهتمام الروتيني بالبشرة”.
وذكرت جحه أن إجراءات البشرة ليست بديلاً عن الأدوية، فقبل “الهايدرافيشال” قد يلجأ الطبيب لتحضير المريض بالدواء وبعد الإجراء يتابع روتين معين لمعالجة ندبات حب الشباب والبشرة الدهنية، مشيرةً إلى أن الإجراء هنا يساعد على التخلص من أكبر حد من الحبوب التي قد تظهر ويساعد بإتمام العلاج لكنه ليس حلّاً بديلاً.
ولفتت الطبيبة إلى أن “الديرمابن” و”الميزو” هي حلول قد تكون أسرع من غيرها، فالمريض يحب أن يرى نتائج أسرع، لكن ذلك لا يمنع وجود روتين معين باستخدام الأدوية عند معالجة الندبات والتصبغات، إذ يجب أن يكمل المريض بالعلاج الدوائي، وحتى مشاكل الشعر يمكن أن يكمل علاجها بالبخاخات.
وتحدثت جحه عن أن أكثر إجراء “تريند” بين المرضى ويظنون أنه دائم ولا يحتاج عدة جلسات هو إبر النضارة، وهي عبارة عن “هيالورونيك”، ويمكن أن تحوي فيتامينات أو كالسيوم، مبينةً أنها لا تجرى في جلسة واحدة بل عدة جلسات، وديمومة النتائج تعتمد على تكرار الجلسات، إذ يمكن أن تختفي النتائج بسرعة إذا لم تتم المتابعة.
وأكدت الطبيبة أن إبرة النضارة ليست تجميلية فقط، ويمكن أن تكون علاجية لأنها تُحسن جودة البشرة وترطبها وتحفز الكولاجين داخلها.
أثار جانبية أم أخطاء طبية؟
وفيما يتعلق بالآثار الجانبية لهذه الإجراءات، قالت جحه: “عند إجراء (الهايدرافيشال) للبشرة الدهنية ولإزالة الرؤوس السوداء تحتاج البشرة لليوم الخامس تقريباً لتتحسن وتظهر النتائج، أما (الديرمابن) فيشمل إحداث أذية بالبشرة وله درجات، إذ يتحكم الطبيب بعمق دخول الإبرة والأذية، لذلك يفضل إجراؤه من قبل الطبيب، وحسب كل بشرة يتم البدء بدرجات أخف لرؤية استجابة البشرة ومدى تحسنها، ويظهر احمرار وعلامات كالتشطيب عند استخدام الدرجة العميقة، ويفضل ألا تتعرض البشرة للشمس، وتحتاج من 5 أيام لـ10 أيام لتتحسن”.
وأفادت الطبيبة أنها عادةً لا تفضل الجلسات الشديدة وتطبيق آخر درجة، لأن الآثار الجانبية قد تكون أسوأ، لافتةً إلى أنها تفضل الدرجة الوسط وإجراء أكثر من جلسة لنتائج أفضل.
وعن أضرار الجلسات، أشارت جحه إلى أنها قد تكون في الأصل اختيار لإجراء علاجي خاطئ، موضحةً أن الآثار الجانبية تختلف بين المرضى، ومن ملاحظاتهم للمرضى، غالباً عندما تسوء حالة البشرة يكون الشخص الذي قام بالإجراء غير مرخص.
وشددت الطبيبة على أن هذه الإجراءات يفترض أن يقوم بها اختصاصيون أو أن تجرى تحت إشراف طبيب ليقيّم ما يجب أن يستعمل من مواد، ولينبه المريض للتعليمات التي يجب أن يتبعها والفترة المحددة للشفاء.