داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه| في وقت يستعد فيه الشرق الأوسط، عبر موجة من التحليلات لرد طهران على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، أصدرت سوريا تحذيراً جديداً لكل من كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية بالفعل بشأن الحرب المستمرة في قطاع غزة، نقلت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك “إدانة البلاد بأشد العبارات للهجوم الإرهابي الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وقالت البعثة إن “ما فعله الكيان الصهيوني باستهداف مقر بعثة دبلوماسية في منطقة مأهولة بالسكان ليس مستغرباً، فهذا الكيان بني على القتل وسفك الدماء والتهجير والنهب”.
“وإن عمليات الإبادة والمجازر التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، والمستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، ما هي إلا أوضح دليل على همجية هذا الكيان”.
ومضت البعثة في اتهام إسرائيل، التي نفت استهداف المدنيين، بأنها المصدر الرئيسي للاضطرابات الإقليمية نتيجة لأفعالها في غزة وفي الخارج، بما في ذلك في سوريا.
الدعم الأمريكي والانتهاكات الإسرائيلية
وفي السياق، دعت البعثة كذلك الولايات المتحدة إلى الدعم الذي أظهرته وقدمته لحليفتها منذ أن بدأت موجة العنف الإسرائيلية الفلسطينية الأكثر دموية على الإطلاق بهجوم غير مسبوق بقيادة حماس على إسرائيل قبل ستة أشهر.
وقالت البعثة إن “الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية واعتداءاتها المتكررة على الأحياء السكنية تثبت الطبيعة العدوانية والهمجية لهذا الكيان وتؤكد من جديد أنه السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة ومعاناة أهلها”.
وأضافت البعثة أن “الولايات المتحدة الأمريكية لم تشارك بفعالية في حرب الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني فحسب، بل إنها لا تدخر أي فرصة لتبرير جرائم وإرهاب هذا الكيان، بدءا من استهداف الأشخاص العزل ووصولا إلى استهداف المنظمات الإنسانية والمنظمات الإنسانية والبعثات الدبلوماسية.”
وقالت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة إن “الجمهورية العربية السورية تدعو كافة دول العالم إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة لمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي” وإلزام الكيان الصهيوني ومن يدعمه لوقف جرائمه ومحاسبة مسؤولي الكيان على جرائمهم بحق شعوب المنطقة”.
وأضافت البعثة “وفي هذا الصدد فإن سوريا ستواصل مكافحة الإرهاب وأدواته على أراضيها ودعم كافة الشعوب التي تحارب الإرهاب وتسعى إلى ضمان حريتها وسيادتها وسلامة أراضيها”.
واشنطن الأكثر قلقاً
وفي وقت تكثر مخاوف الغرب فيه من رد إيران على استهداف مقرها الدبلوماسي في دمشق، تبدي طهران للعالم بأنها ليست في عجلة من أمرها مكررة في تصريحات عدة بأن الرد سيكون على توقيت طهران.
وتتحدث المصادر عن استعدادات البعثات الدبلوماسية الأجنبية في “إسرائيل” بالفعل للهجوم الإيراني المحتمل، إلا أن المخاوف الأمريكية لا تقل شأناً، فقد حذر البيت الأبيض من التهديد الكبير الذي تواجهه القوات الأمريكية في العراق وسوريا وسط سلسلة من التهديدات الصادرة عن القيادة الإيرانية.
وفي معرض تناوله للتحذيرات في مؤتمر صحفي، رفض منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي جون كيربي الخوض في مسائل استخباراتية محددة، لكنه كرر تأكيدات الرئيس جو بايدن بأن “الحكومة الإسرائيلية يمكنها الاعتماد على دعم الولايات المتحدة في أي احتياجات للدفاع عن النفس”. ضد التهديدات المباشرة التي توجهها إيران لإسرائيل، والتهديدات التي أعلنتها إيران علنًا”، وناقش الاستعدادات لمواجهة المخاطر المحتملة على الأفراد الأمريكيين أيضًا.
وبينما سافر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا إلى “إسرائيل” يوم الخميس، انخرط المسؤولون في واشنطن في موجة من الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لتحذير طهران من الانتقام، في المقابل، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، في أول أيام عيد الفطر، أنّ الكيان الغاصب ارتكب خطأً بالهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا، لافتاً إلى أنّ القنصليات والسفارات تُعدّ جزءاً من أراضي الدول التابعة لها.
وشدد على أنّ الكيان الخبيث أخطأ في الهجوم على القنصلية في دمشق وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك.
يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي نفّذ عدواناً استهدف القنصلية الإيرانية في سوريا، في الأول من الشهر الجاري، حيث اغتال قائد قوة القدس في لبنان وسوريا بحرس الثورة الإسلامية، الشهيد العميد محمد رضا زاهدي.
واستشهد من جراء العدوان أيضاً العميد حاجي رحيمي، وحسين أمان اللهي ومهدي جلالتي ومحسن صداقت وعلي آقابابايي وعلي صالحي روزبهاني.