داما بوست – عمار إبراهيم| تعد العصائر الرمضانية من أهم ما يميز موائد الصائمين في مختلف أنحاء العالم وليس في سوريا فقط، لدورها الكبير في تعويض ما عاناه الجسد خلال ساعات الصيام خلال النهار، وتأثيرها في ترطيبه كونها “تبلّ القلب” كما يقال في العامية.
ومن أبرز العصائر التي تحضر على مائدة السوريين خلال شهر رمضان “التمر الهندي والعرق سوق والجلاب وقمر الدين”، فلا تكاد مائدة تخلو منها، كما لا يخلو أي شارع أوحي أو رصيف من بائع لتلك العصائر في مختلف المدن السورية.
وكغيرها من المحافظات، اعتاد سكان حمص على وجود تلك المشروبات كونها باتت طقساً رمضانياً من أركان المائدة وبشكل خاص العرق سوس والتمر الهندي، حيث يحتاج الصائم إليها بعد صيام يوم طويل عدا عن مذاقها الطيب.
وقال أحد سكان مدينة حمص أثناء شرائه بعض المستلزمات الغذائية قرب السوق المسقوف لـ”داما بوست”: “موجة الغلاء غيرت الكثير من الطقوس الرمضانية المعتادة، ومنها العزوف عن شراء العصائر الجاهزة كالتمر الهندي والعرق سوس، ليتم الاستعاضة عنها بعصائر أقل تكلفة مثل العصير الصناعي المباع على شكل ظروف صغيرة، وذلك لأن الأسعار تضاعفت عشرات المرات عن السنوات السابقة، ومرات عدة عن رمضان الفائت”.
ورغم انتشار العشرات من بسطات بيع العصائر الرمضانية في سوق الحميدية الواصل ما بين الساعة القديمة وأحياء حمص القديمة، إلا أن حركة البيع كانت خجولة في أول أيام الشهر الفضيل، بحسب تأكيد معظم الباعة، ومنهم أبو عمر الذي أشار إلى أن: “لرمضان خصوصيته وتقاليده المعروفة تاريخياً ومنها فيما يتعلق بالعصائر، لكن الطلب تراجع هذا العام مقارنة بالعام الماضي نتيجة ارتفاع أسعارها على المواطن في وقت يعد الراتب والمدخول الشهري ضئيلاً بما يقابله من تكاليف المعيشة”.
وتجولت شبكة “داما بوست” في بعض الأسواق لرصد أسعار العصائر الرمضانية، وتبين ارتفاعها الكبير الذي تضاعف 4 مرات تقريباً عن العام الفائت، فتراوح سعر كيس عرق سوس أو التمر الهندي “سعة لتر تقريباً” ما بين 4 – 5 آلاف ليرة، مع الإشارة إلى اختلاف اللون والسعة والطعم ايضاً، حسب رياض (موظف).
من جهته، أكد مصدر في مجلس مدينة حمص لـ “داما بوست” أنه تم تقسيم المدينة إلى قطاعات وسُيّرت دوريات من مختصين غذائيين وصحيين لمراقبة وفحص العصائر مع التشديد على البائعين بأهمية الالتزام بالشروط الصحية تحت طائلة المساءلة والإغلاق ودفع الغرامة المالية”.
يشار إلى أن معظم الطقوس الرمضانية اختلفت عما سبق بشكل واضح على امتداد المحافظات السورية جراء التضخم الاقتصادي الكبير، وعجز الكثير من السكان بمختلف الشرائح عن تأمين مستلزمات الحياة الأساسية.