داما بوست- متابعة:
لاقت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أصداء سلبية في أروقة البيت الأبيض الذي اعتبره فاقداً للصواب في مغازلته روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وكذلك كيل المديح له وللرئيس الصيني.
ووصف ترامب، الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والصيني، شي جين بينغ، بالأذكياء، وقال في تجمع حاشد لأنصاره في ولاية كارولينا الجنوبية: “أعرف بوتين جيداً، فهو ذكي للغاية، وذكي جدا”.
وأضاف ترامب بأنه يعتبر الرئيس الصيني أيضا شحص ذكي، وقال ترامب: “أود أن أقول إنه (شي جين بينغ) ذكي”.
وفي وقت سابق، صرح ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيو”، أن الرئيس الروسي، ورئيس جمهورية الصين، على عكس الرئيس الحالي لأمريكا، جو بايدن، يحبان بلديهما ويريدان لهما النجاح.
وأعرب البيت الأبيض عن رفضه لتصريحات ترامب، التي أيد فيها أيضاً العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا وهي دولة عضوة في حلف شمال الأطلسي، واصفا تلك التصريحات بأنها “مروعة” و”فاقدة للصواب”.
وجاءت تصريحات ترامب كالصاعقة أيضاً للناتو حيث قال: “لقد فعلت الشيء نفسه مع حلف شمال الأطلسي، وجعلتهم يدفعون.. الناتو أصيب بالإفلاس حتى جئت.. لقد قلت إن الجميع سيدفعون.. قالوا: حسنا، إذا لم ندفع، فهل ستستمرون في حمايتنا؟’ قلت: لا على الإطلاق. لم يصدقوا الرد”.
وأردف: “وقف أحد رؤساء دولة كبيرة، وقال: ‘حسنا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، فهل ستحمينا؟’ قلت: أنت لم تدفع، أنت متأخر عن السداد، قال: ‘نعم، لنفترض أن ذلك حدث’. قلت: لا، لن أحميك، في الواقع، أود أن أشجعهم على فعل ما يريدون عليك أن تدفع.. (ثم) تدفقت الأموال”.
وفي رد رسمي على تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس: “تشجيع الأنظمة لغزو أقرب حلفائنا أمر مروع وفاقد للصواب ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر”.
يأتي ذلك بُعيد تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن لديه علاقات شخصية مع الرئيس السابق للولايات المتحدة، الذي يشارك الآن مرة أخرى في سباق الرئاسة.
وقال في مقابلة مع تاكر كارلسون، التي نُشرت على موقع الصحفي الأمريكي: “كانت لدي علاقات شخصية مع ترامب أيضا”.
وكان دونالد قال خلال تجمع حاشد لأنصاره في ولاية تكساس إن الصراع في أوكرانيا ما كان ليندلع لو كان هو رئيسا للولايات المتحدة.
وفي انتقاد حاد لسياسات إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، فقد حمّله ترامب المسؤولية عن فشل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، واعتبره “أكبر إذلال للولايات المتحدة”، وأشار إلى تفاقم الأوضاع في أوكرانيا.
وأكد ترامب: “لم يكن هذا ليحدث أبدا، لو بقيت أنا في منصب الرئاسة، وكانت أسعار النفط ستكون منخفضة جداً، ما يمنع تمويل الحرب، لاحتمالية أن يتجاوز الأمر المليون عام، وكان ذلك لا يعدو كونه مطلباً غير ملائم للبداية”، وأكد أن بوتين لن يقوم بخطوة كهذه، قائلاً: “أنا أعرفه جيداً”.
وفي وقت سابق، أعرب ترامب عن رأيه في أزمة أوكرانيا، معتبرا أنه ينبغي إنهاء النزاع عبر التفاوض على “صفقة” بدلاً من تقديم مساعدات مالية ضخمة إلى كييف.
ستولتنبرغ وميشيل يردان على ترامب
ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الأحد، تصريحات ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي “الناتو” بأنها “متهورة”، مضيفا أنها “لا تخدم سوى مصلحة بوتين”.
وأضاف شارل ميشيل في منشور على منصة “إكس”، تويتر سابقًا، أن التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة 5 )من ميثاق الحلف(، لا تخدم سوى مصلحة بوتين”، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح ميشيل أن “تلك التصريحات لا تجلب المزيد من الأمن أو السلام للعالم”.
وأكد المسؤول الأوروبي: “على العكس من ذلك، فإنها (تصريحات ترامب) تعيد التأكيد على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة تطوير استقلاله الاستراتيجي بشكل عاجل، والاستثمار في دفاعه، وللإبقاء على تحالفنا قوياً”.
واختتم ميشيل كلامه قائلاً: “التحالف عبر الأطلسي عزز أمن ورخاء الأمريكيين والكنديين والأوروبيين لمدة 75 عاما”.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ إن تعليقات دونالد ترامب حول الحلف تعرض الجنود الأوروبيين والأمريكيين لخطر متزايد.
وحذّر ستولتنبرغ في بيان، اليوم الأحد، من أي تعليقات من شأنها تقويض الأمن.
وأضاف ستولتنبرغ: “أي هجوم على حلف شمال الأطلسي سيُقابل برد موحد وقوي”.
وقال إن “أي إشارة إلى أن الحلفاء لن يدافعوا عن بعضهم البعض يقوض أمننا بالكامل، بما في ذلك أمن الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأمريكيين والأوروبيين لخطر متزايد”.
وأردف ستولتنبرغ: “أتوقع أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية (الأمريكية)، فإن الولايات المتحدة ستظل حليفًا قويًا وملتزمًا في حلف شمال الأطلسي”.