داما بوست- خاص:
تزامن العمليات التي تنفذها المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكي، مع العمليات التي يشنها مقاتلو العشائر العربية ضد مواقع “قوات سورية الديمقراطية”، يشكل نوعاً من التكامل غير المتفق عليه من حيث النتائج السلبية التي تلقي بظلالها على الاحتلال الأمريكي و”قسد”، في آن معا.
تقول مصادر أهلية من “شرق الفرات”، أن حالة التوتر التي تعيشها “قسد”، في المنطقة تنعكس من خلال تسيير دورياتها بشكل مستمر على الطرقات في ساعات النهار، فيما يسجل اختفاء عناصرها من المناطق ليلاً، ليبقوا ضمن مقارهم المحصنة بشكل كبير خشية ن الهجمات التي تنفذ ضدهم، في حين أن قوات الاحتلال الأمريكي بدأت بتكثيف دوريات الاستطلاع الجوية والبرية في محيط قواعدها غير الشرعية في المنطقة، الأمر الذي يشير إلى أن نتائج العمليات المنفذة ضد كل منهما، على اختلاف الأسباب الدافعة للتنفيذ بالنسبة لكل من المقاومة ومقاتلي العشائر، أكبر بكثير مما يعلن عنه من قبل الاحتلال، مع تكتم قسد عن حجم الخسائر التي تتعرض لها في هذه الهجمات.
تحاول “قسد”، أن تربط بين مقاتلي العشائر والمقاومة العراقية، أو الحكومة الإيرانية في محاولة منها لكسب دعم أمريكي ضد مجموعات العشائر، لكنها تفشل في تحصيل هذا الدعم لكون الاحتلال الأمريكي متأكد من عدم وجود تنسيق بين العشائر وأي طرف آخر، وأن عملية الحصول على السلاح في معظمه تتم من خلال مهاجمة مقاتلي العشائر لمستودعات ونقاط قسد، وعدم قدرة الأخيرة على حماية نقاطها نظراً لكون عناصرها في ريف دير الزور الشرقي يفضلون الفرار على الاشتباك مع العشائر.
تقول المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، أن مجموعات العشائر تعتقل 55 من عناصر “قسد”، من المكونين العربي والكردي، وعرضت عملية تبادل أسرى ومعتقلين على “قسد”، إلا أن الأخيرة رفضت التفاوض، وعرضت دفع مبالغ مالية لذوي المعتقلين ليقوموا هم بالتفاوض مع العشائر وإطلاق سراح أبنائهم، إلا أن الأمر لم يفلح أيضاً نظراً لكون العشائر لم تتعامل مع الأمر على إنهم “عصابة مسلحة”، وآثرت الاحتفاظ بـ “الأسرى”، لحين بدأ عملية تفاوض حقيقية.
تنفي المصادر أيضاً وجود أي مفاوضات حالية مع “قسد”، أو التحالف الدولي في سورية أو العراق، وكانت المعلومات تشير إلى أن شقيق الشيخ “إبراهيم الهفل”، أجرى مع وفد مؤلف من محامين من أبناء المنطقة عدة جولات تفاوض مع التحالف في مدينة أربيل عاصمة إقليم شمال العراق، إلا أن هذه المفاوضات توقفت منتصف شهر تشرين الأول الماضي.
وتشرح المصادر في حديثها لـ داما بوست، أن التحول من محاولة السيطرة على قرى واسعة إلى حرب العصابات وضرب النقاط التابعة لـ قسد بعمليات سريعة، جاء نتيجة لفوارق التسليح بين الطرفين، ولأن المعركة مع “قسد”، لا يجب أن تكون معركة واسعة وذات مساحة جغرافية واضحة، وذلك لتجيب القرى لعمليات القصف المدفعي والصاروخي، وعمليات الطيران المسير الذي استخدمته “قسد”، في الاشتباكات السابقة، مؤكدة عدم التنسيق مع أي طرف خارج منطقة شرق الفرات في العمليات ضد قسد.
بدورها، تحاول قوات الاحتلال الأمريكي التحصن في القواعد من أي احتمال لهجمات برّية في المنطقة الممتدة من ريف الحسكة الجنوبي وصولاً للضفة الشرقية لنهر الفرات، ومن خلال التمشيط المستمر عبر الطيران المروحي وطيران الاستطلاع، والدوريات البرّية، تحاول الحفاظ على المنطقة المحيطة بالقواعد غير الشرعية التابعة لها آمنة من أي وجود برّي للمقاومة العراقية، أو من العبوات الناسفة والآلغام الأرضية التي يمكن أن تستهدف تحركات قوات الاحتلال في سيناريو يعيد لأذهان واشنطن ما شهدته القوات الأمريكية إبان احتلال بغداد في العام 2003، مع الاخذ بالحسبان اختلاف الظرف السياسي والميداني في المرحلة الحالية.