مزارعو القطن في دير الزور يبيعون محاصيلهم للتجار وسط تأخر تسعيرة الشراء الرسمية
مع اقتراب انتهاء قطاف القطن في دير الزور، لا تزال تسعيرة شراء القطن غير مُقرّة من قبل وزارة الزراعة، ما أثار استغراب المزارعين ودفع الكثير منهم إلى بيع محاصيلهم للتجار مباشرة مقابل الدفع النقدي الفوري، تجنبًا لمشكلات تأخر قبض فواتير المحالج الحكومية.
مزارعون: البيع للتجار أفضل من انتظار الفواتير:
يقول المزارع عبد الكريم الحمد لـ”هاشتاغ” إن تأخر إعلان التسعيرة الرسمية أجبره، ومعظم المزارعين، على بيع إنتاجهم للتجار لأن الدفع يتم “كاش”، مضيفًا: “موسم القمح يحتاج تمويلاً عاجلاً، وتأخر صرف فواتير القطن من محلج دير الزور سيطول كالعادة… هناك مزارعون لم يقبضوا قيمة محصول الموسم الماضي حتى الآن”.
ويشير الحمد إلى أن وزارة الزراعة اعتادت سابقًا إصدار التسعيرة مع بدء موسم القطاف، إلا أن المزارعين هذا العام أنهوا القطاف دون صدورها، ما أحدث ربكة في السوق.
الأمر ذاته أكده المزارع عبد الوهاب المصطفى، موضحًا أن غياب التسعيرة الرسمية تسبب بعزوف الكثير من المزارعين عن توريد محاصيلهم إلى محلج دير الزور، خوفًا من انخفاض السعر لاحقًا وتأخر قبض الفواتير.
وأضاف: “من ورد للمحلج هم من يملكون قدرة مالية تكفي لتمويل موسم القمح… أما من باع للتجار ففضلوا قبض المال مباشرة حتى لو كان السعر أقل قليلاً من المتوقع”.
زراعة دير الزور: التوريد مستمر رغم بيع البعض للتجار:
من جانبه، أكد المهندس عبد الحميد العبد الحميد، رئيس دائرة الشؤون الزراعية في مديرية زراعة دير الزور، أن بعض المزارعين اتجهوا للبيع للتجار، لكن الأغلبية ما زالت تورد للمحلج.
وكشف أن:
1- المساحة المزروعة بالقطن هذا العام: 2300 هكتار
2- الإنتاج المتوقع: حوالي 4800 طن
3- الكميات الموردة حتى الآن: 4.5 آلاف طن
وأوضح أن تأخر صدور التسعيرة زاد مخاوف المزارعين من أن تكون منخفضة هذا الموسم، مشيرًا إلى أن السعر بانتظار قرار اللجنة الزراعية في الوزارة.
أسعار السوق:
بحسب العبد الحميد، باع بعض المزارعين للتجار بسعر يتراوح بين: 7000 و8000 ليرة سورية للكيلوغرام، وذلك لتعويض تكاليف موسم القمح، بينما فضّل آخرون التوريد للمحلج رغم الظروف.
معضلة مزدوجة: تأخر التسعيرة وتأخر صرف الفواتير:
شدد المسؤول الزراعي على ضرورة معالجة المشكلات التي تعرقل التوريد الحكومي، موضحًا أن أبرزها:
1- تأخر إصدار تسعيرة المحصول
2- تأخر صرف قيم الموسم السابق، حيث لم يُصرف سوى 40% من الفواتير، بينما 60% لا تزال غير مدفوعة
وأشار إلى أن إنتاج دير الزور من القطن في الموسم الماضي بلغ نحو 5 آلاف طن مع مساحة زراعية تجاوزت 6 آلاف هكتار.
إقرأ أيضاً: زراعة حلب بين تحديات الجفاف ودعم الحكومة
إقرأ أيضاً: أزمة الأمن الغذائي في سوريا: الزراعة بين التراجع والحلول المؤجّلة