بعد سقوط الأسد.. الناشطات السوريات يواجهن “النقطة صفر” وخطاباً ذكورياً متصاعداً
بعد مرور عام على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، تبرز تحديات مجتمعية وحقوقية جديدة تواجه الناشطات في العمل النسوي في سوريا.
ورغم تزايد مساحة العمل المتاحة نسبياً، تعاني الناشطات من تصاعد حدة الخطاب الذكوري المتعصب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهميش عملهن من قبل شرائح مجتمعية متعددة.
التحديات الرئيسية للعمل النسوي في سوريا
تجمع الناشطات اللاتي تحدثن لـ موقع “العربي الجديد” على أن البيئة الجديدة للعمل النسوي مليئة بالمتناقضات:
تشويه المفهوم والرفض الشعبي: تؤكد ريمة سواح أن “العمل النسوي جرى تشويهه، وربطه بمواضيع لا علاقة له بها، ولا يزال مفهوم النسوية يعاني بعض الرفض”.
وتضيف أن الهجوم على الناشطات يظهر بشكل خاص على مواقع التواصل الاجتماعي تحت ستار الفكاهة، ويعكس إما جهل بمهمتهن أو خشية منها.
تصاعد العنف اللفظي والتهديد العلني: تشير الصحافية سناء علي إلى أن النساء لم يكنّ يتعرضن للتهديد العلني على مواقع التواصل الاجتماعي كما يحدث حالياً.
وتقول: “نختبر للأسف كل أشكال التدخل في حياة النساء… ووصلت حملات التنمّر والعنف اللفظي والنفسي بحق النساء إلى حد دفع كثيرات إلى اعتزال الشأن العام”.
استنساخ الخطاب الذكوري من قبل النساء: تشير ناشطة فضلت عدم الكشف عن اسمها إلى وجود نساء يكررن الخطاب الذكوري، حتى بين اللواتي عشن في أوروبا، مما يحد من إمكانية حصول المرأة على حقوقها.
هشاشة البيئة الأمنية والقانونية: ترى أمل حميدوش أن بيئة العمل النسوي “هشة وغير مستقرة” بسبب الوضع الأمني المتقلب، وغياب الأطر القانونية لتنظيم عمل المجتمع المدني، مما ينعكس على انخراط النساء في العمل وعلى إمكانية استهدافهن.
الفرص والإيجابيات بعد سقوط النظام
على الرغم من التحديات، تري الناشطات أن سقوط النظام السابق أتاح مساحات جديدة:
مساحة أكبر وعرض قضايا مغيبة: تؤكد جنا المصطفى أن العمل النسوي أتيحت له “مساحة أكبر بعد سقوط النظام السابق بسبب دخول منظمات جديدة إلى البلد، ما أتاح عرض قضايا كانت مغيبة”.
حضور أكبر وتمكين سياسي: ترى أمل حميدوش أن الناشطات النسويات أصبحن أكثر حضوراً،
وأصبحت قضايا تمكين النساء ومشاركتهن في الحياة السياسية أكثر حضوراً.
القبول حسب أسلوب الطرح: تؤكد ريمة سواح أن جمعيات حقوق المرأة ما زالت تجد قبولاً، وأن الأمر “عادة يتعلق بأسلوب الطرح”.
مواجهة التحديات والأمل في المستقبل
تواجه المنظمات النسوية هذا الخطاب التمييزي من خلال:
1- مواجهة النمطية: هناك إصرار على مواجهة التحديات البنيوية من خلال التركيز على قصص النجاح وأهمية وصول النساء إلى مراكز صنع القرار.
2- رفع الوعي: ترى جنا المصطفى أن “تأمين الفرص للجنسين بعدالة يحتاج إلى رفع مستوى وعي المجتمع”.
3- المطالبة بالتشريعات: تشدد أمل حميدوش على ضرورة وجود تشريعات تحمي النساء، وقانون يجرم التشهير بهن.
موقف الحكومة الانتقالية من العمل النسوي
انقسمت آراء الناشطات حول موقف الحكومة الانتقالية من العمل النسوي:
| الناشطة | الموقف | الرؤية |
| ريمة سواح | متاح ومسموح به. | العمل متاح بدرجة لا بأس بها، لكن تحت التهديد بوجود تيار ديني متشدد في المناصب الرئيسية. |
| سناء علي | تدعم الخطاب الموالي لها. | الحكومة تدعم الخطاب النسوي الذي يواليها، مما يغذي خطاب الرفض الإقصائي لدى القاعدة الشعبية الموالية. |
| جنا المصطفى | غير واضح. | ربما يعود عدم الوضوح إلى وجود قضايا أكثر أهمية حالياً (سياسية، أمنية، اقتصادية). |
| أمل حميدوش | لا تدعم، بل خطابها ذكوري. | وجود سيدة واحدة في الحكومة ونسبة 6% فقط في مجلس الشعب يعطي إشارة على أن وجود النساء رمزي. |
اقرأ أيضاً:انتقادات حقوقية لتقرير “الداخلية الانتقالية” حول اختطاف النساء