Roblox وMinecraft: متعة جيل أم “إدمان هادئ” يسرق طفلك؟
“روبلوكس”: جنة الألعاب أم فخ الغرباء؟ خبراء يحذرون: اللعبة تشكّل سلوك أطفالنا!
منصة إبداعية تجذب 80 مليون مستخدم يومياً، لكنها تفتح الأبواب للتحرش الإلكتروني والتفكك الأسري. هل الحل في الحظر أم في الرقابة الصارمة؟
اقتحمت “روبلوكس” (Roblox) حياة الملايين من الأطفال لتصبح أكثر من مجرد لعبة؛ إنها عالم افتراضي شامل يمزج بين الإبداع، وتصميم الألعاب، والتواصل المستمر مع الغرباء. وبينما يرى فيها البعض فضاءً لتنمية الخيال، تتصاعد المخاوف الأبوية والتربوية حول “الخطر الكامن” الذي يهدد النمو النفسي والاجتماعي لأطفالنا في هذا العصر الرقمي.
يناقش خبراء من مؤسسة قطر تأثير هذه المنصة العملاقة ويضعون أولياء الأمور أمام مفترق طرق حاسم.
“تحرش إلكتروني ومحتوى غير لائق”: ثغرات في جدار الأمان
تؤكد سوبيا رحمن، مستشارة الصحة والرفاه في جامعة نورثويسترن في قطر، أن “روبلوكس” لا تخلو من المخاطر الجدية. فمع وصول عدد المستخدمين اليومي إلى نحو 79.5 مليون شخص، تتفاقم التهديدات، خاصة في ظل ضعف آليات التحقق من العمر وخيارات الرقابة الأبوية القاصرة.
الخطر الأكبر:
تشير رحمن إلى أن المنصة تتعرض لانتقادات واسعة بسبب “خطر التحرش الإلكتروني، حيث يتم استخدام أدوات الاتصال للاقتراب من القاصرين واستغلالهم، بالإضافة إلى التعرض لمحتوى غير لائق”. هذه الثغرات تجعل الأطفال أكثر عرضة للاستهداف مقارنة بالمنصات التي تتبع إجراءات سلامة أكثر صرامة.
الإدمان الهادئ: عندما تصبح “روبلوكس” محور الحياة
لا تكمن مشكلة “روبلوكس” في ثغرات الأمان فحسب، بل في طبيعتها التي تحمل “طبيعة إدمانية إلى حد كبير”. بتصميمها القائم على الاستكشاف اللانهائي والمكافآت الفورية والتفاعل الاجتماعي المستمر، تنجح المنصة في إبقاء اللاعبين متصلين لساعات طويلة.
وقد سلطت دراسة لمعهد الدوحة الدولي للأسرة الضوء على العواقب السلبية لهذا الإفراط في استخدام التكنولوجيا بين اليافعين في قطر، والتي تشمل: العزلة، وضعف الأداء المدرسي، والتحديات الصحية، وصولاً إلى التفكك الاجتماعي.
الحظر ليس الحل.. الحضور الأبوي هو الحصن!
هل يجب على الأهل أن يحذوا حذو تركيا التي حظرت “روبلوكس” مؤخراً خوفاً من المحتوى الضار والاستغلال الجنسي؟
تؤكد الخبيرة سوبيا رحمن أن الحظر الكلي ليس ضرورياً، لكن اليقظة الأبوية هي المفتاح. وتقول:
“تدابير السلامة المتاحة في اللعبة غير كافية للاعتماد عليها بشكل كامل دون إشراف وتدخل مستمر من الوالدين.”
نصائح الخبراء لرقابة فعالة:
تعطيل الدردشة: إلغاء وظائف الاتصال المفتوحة.
المراجعة المنتظمة: مراقبة تفاعلات الطفل ونشاط اللعب بانتظام.
الحوار المفتوح:
التحدث مع الأطفال حول السلامة الإلكترونية وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي تفاعل مثير للقلق.
النداء الأقوى: استبدل وقت الشاشة بـ “حضورك”!
من جانبه، شدد الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة البحوث والسياسات الأسرية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، على أن الأولوية يجب أن تعود للأسرة:
“لا ينبغي أن تشكل الألعاب الإلكترونية العامل الأكثر تأثيرًا في عالم الأطفال، بل ينبغي أن يكون حضور الأسرة أقوى وأشد تعزيزًا لعملية نمو الطفل العاطفي أو النفسي أو الذهني.”
ويدعو الدكتور النعمة الوالدين إلى مشاركة أطفالهم في وقت اللعب لتعزيز الروابط الأسرية وضمان تعلم مهارات العالم الحقيقي في بيئة آمنة. كما يوصي خبراء المعهد بتطوير استراتيجيات للتخفيف من الآثار السلبية، تشمل: التحكم الصارم بوقت الشاشة، وتعزيز التواصل المستمر، وتوفير وسائل ترفيه بديلة وممتعة في الواقع.
الخلاصة:
بينما تتجه بعض الحكومات، مثل أستراليا، نحو مبادرات “السلامة من خلال التصميم”، وتطالب خبيرة جامعة نورثويسترن بـ “تدخل حكومي لفرض لوائح أمان أكثر صرامة”، يبقى العبء الأكبر على أولياء الأمور. الموازنة بين فوائد الإبداع التفاعلي وتهديدات الغرباء تتطلب وعياً أعمق، ورقابة لا تتوانى، وحضوراً أبوياً أقوى من جاذبية أي عالم افتراضي.
إقرأ أيضاً : إدمان الشاشات: الألعاب الإلكترونية تُغيّر دماغ طفلك وتُحوّله إلى العزلة”
إقرأ أيضاً : بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية