تجدد دعوات المعلمين للاحتجاج في حلب.. و”التربية” ترد

تتجه الأنظار مجددًا إلى محافظة حلب، حيث دعت “نقابة المعلمين السوريين الأحرار في شمال سوريا” إلى وقفة احتجاجية جديدة أمام مديرية التربية يوم الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر، للمطالبة بتحسين أوضاع المعلمين ومتابعة تنفيذ الوعود السابقة، في وقت أصدرت فيه مديرية التربية بيانًا يوضح موقفها من هذه الدعوات.

مطالب متكررة دون استجابة

وأوضحت النقابة في بيان صدر الجمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر، أن مطالب آلاف المعلمين لم تُترجم إلى واقع رغم مرور عشرة أشهر على “تحرير المناطق من سيطرة النظام السابق”، وفق وصفها.

وأكدت النقابة أن المعلمين ما زالوا يعانون من غياب التثبيت الوظيفي، وعدم عودة المفصولين، وحرمانهم من النقل الخارجي، بالإضافة إلى عدم المساواة في الرواتب مع بقية المحافظات، وتأخر صرف أجور المراقبة رغم الوعود المتكررة من مديرية التربية.

وأشار البيان إلى أن هذه الظروف تؤثر مباشرة على العملية التعليمية، إذ “يفتقد المعلم أبسط مقومات الاستقرار الوظيفي، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم في المدارس”.

رد مديرية التربية

في المقابل، أصدرت مديرية التربية والتعليم في حلب بيانًا اليوم السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر، أكدت فيه “استمرار صرف الرواتب لجميع الزملاء العاملين في مجمعات الشمال السوري”، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على دمج ملفات العاملين ضمن المديرية.

كما أوضح مدير التربية أنس قاسم، أن المديرية تتابع دراسة طلبات النقل الخارجي للمعلمين الراغبين بالعودة إلى محافظاتهم، داعيًا الكوادر التربوية إلى “عدم الانجرار وراء الشائعات” ومتابعة الصفحات الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة.

موقف المعلمين: “الوعود لم تتحقق”

ورغم التوضيحات الرسمية، عبّر عدد من المعلمين عن عدم قناعتهم بالتصريحات الصادرة عن مديرية التربية. وقال المدرّس بكري العلي من مدرسة “السلطان محمد الفاتح” في اعزاز، إن “الواقع التعليمي ما زال صعبًا”، مشيرًا إلى أن “المعلمين يعيشون إحباطًا متواصلًا نتيجة وعود لم تُترجم إلى أفعال”.

وأضاف العلي أن غياب التثبيت وعدم عودة المفصولين واستمرار تأخر صرف أجور المراقبة “يجعل من العمل في المدارس تحديًا يوميًا”، معتبرًا أن الدعوة للتظاهر “ضرورة لإيصال الصوت إلى المسؤولين”.

احتجاجات متكررة

يأتي هذا التحرك في سياق سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها حلب خلال الأشهر الماضية.
ففي 7 أيلول/سبتمبر الماضي، نُظمت وقفة احتجاجية في ساحة “سعد الله الجابري” شارك فيها عشرات المعلمين للمطالبة بالتثبيت وصرف الرواتب المتأخرة وإقالة مدير التربية.

حينها، أعلنت المديرية أنها استكملت تجهيز ملفات الرواتب والتثبيت، مع وعود بصرف المستحقات “خلال أيام”، إلا أن تلك الوعود لم تتحقق حتى الآن، ما زاد من حالة عدم الثقة بين المعلمين والمؤسسات التربوية.

استمرار التصعيد

وتشكل الدعوة الجديدة للتظاهر أمام مديرية التربية امتدادًا لحراك مستمر منذ أشهر، شهد مظاهرات في اعزاز وعندان ودارة عزة وعدة مناطق أخرى شمالي سوريا، حيث رفع المعلمون لافتات تطالب بـ”العدالة في الأجور والتثبيت الوظيفي”، معتبرين أن التأخر في تنفيذ الوعود الرسمية يمثل “تجاهلًا لحقوقهم وتضحياتهم”.

وتبقى مطالب المعلمين، وفق مراقبين، اختبارًا حقيقيًا لمديرية التربية في قدرتها على معالجة الملفات العالقة، وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار المطلوب في القطاع التعليمي.

اقرأ أيضاً:تضييق متصاعد على العلويين في الساحل ودمشق: فصل جماعي ومنع نقل الطلاب

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.