زيارة مصطفى البكور لمكان احتجاز المختطفات: بين الطمأنة والإدانة
شهدت محافظة السويداء منتصف شهر تموز /يوليو الماضي، توتراً عسكرياً جراء عملية عسكرية شنتها قوات الحكومة السورية الانتقالية في المحافظة، عقب توتر بين فصائل درزية ومجموعات مسلحة من البدو، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألفين شخص وفقدان واختطاف العشرات من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر البدو. قضية المختطفين أو المحتجزين، لم تصل حتى الآن إلى الحل، مع غياب أي تصريح على المستوى الحكومي، يتحدث عن المختطفين وطرق الوصول إلى الحل، وإنهاء معاناة المختطفين.
وفي مشهد لافت، ظهر مصطفى البكور، محافظ السويداء، وهو يلتقي بمختطفات من أبناء الطائفة الدرزية في مكان احتجازهن، وهو ما أثار تساؤلات حول معرفة السلطات السورية بمكان احتجازهن دون التدخل لتحريرهن. بينما وصف البعض الزيارة بأنها حركة رمزية للاطمئنان على المختطفات، فقد أشار آخرون إلى أنها دليل إدانة بسبب معرفة السلطات بمكان وجودهن منذ البداية، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة حول سياسة السلطات السورية الانتقالية في التعامل مع هذه القضايا الإنسانية. فهل اكتفى المحافظ بالتعبير عن “الاطمئنان” أم كان بإمكانه فعل المزيد لإنهاء معاناة المختطفات وعودتهن إلى أهاليهن؟ وما هي الأسباب الحقيقية وراء غياب الإجراءات الفعالة لتحريرهن؟
الاتهامات المتبادلة وتعميق الانقسام:
تصاعدت التوترات في سوريا إثر التصعيد في السويداء، حول قضية المختطفات من أبناء الطائفة الدرزية، حيث حملت السلطات السورية في البداية قوات غير نظامية مسؤولية خطف النساء، بينما اتهم أبناء الطائفة الدرزية السلطات السورية بالتواطؤ أو التقاعس في إتمام عمليات تحرير المحتجزين. بينما يشير آخرون إلى أن الحكومة قد تكون على علم بمكان احتجازهم، إلا أن السؤال المحوري يظل: لماذا لا يتم العمل على تحريرهن بشكل فوري؟
وفي سياق الزيارة، أكّد البكور أنه جاء للاطمئنان على المختطفات، في تصريح أثار الكثير من الجدل، خاصةً أن الزيارة تمت في مكان الاحتجاز نفسه، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول مدى جدية السلطات في إنهاء مثل هذه الجرائم.
التزام الدولة بحماية المواطنين أم تفاقم الانقسام؟
ففي حين يقول البعض أن السلطات حريصة على حماية المواطنين، فإن واقع الحال يعكس صورة أكثر تعقيداً، تتطلب النظر بعين فاحصة إلى مسؤولية الدولة في تحرير المختطفين والحد من الانقسامات التي تزداد يوماً بعد يوم بين أبناء الشعب السوري.
العدالة أولاً: دعوة للوحدة الوطنية:
الوطن لا يُبنى بالكلمات والشعارات، بل بالأفعال التي تثبت الالتزام بالعدالة والكرامة لجميع المواطنين، دون استثناء. إذا كانت السلطات السورية حريصة فعلاً على حماية شعبها، يجب أن تكون أولى أولوياتها تحرير جميع المختطفين والمغيبين قسراً في السجون، وإعادة بناء الوحدة الوطنية بعيداً عن أي سياسات تزيد من الانقسام.
فمتى ستتحرك الدولة بشكل جاد لإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتضع حداً للانقسامات التي تزيد من عمق الأزمة السورية؟
إقرأ أيضاً: أزمة النزوح في السويداء: العشائر تطالب بالعودة وتؤكد على الوحدة الوطنية
إقرأ أيضاً: السويداء بعد العملية العسكرية: أكثر من 450 مفقوداً وآلاف المهجّرين