الكهرباء في درعا.. سرقات وأعطال تضاعف أزمة الانقطاعات

تعيش محافظة درعا، جنوب سوريا، أزمة كهرباء مستمرة تتمثل في الانقطاعات المتكررة للتيار والأعطال الفنية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على حياة السكان اليومية ويؤثر على مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية.

ورغم المشاريع الحكومية المعلنة لتطوير قطاع الكهرباء، لا تزال المشكلة تتفاقم بسبب الأعطال الفنية وأعمال التخريب المتكررة التي تستهدف خطوط التوتر العالي، ما يزيد من صعوبة استقرار الشبكة في المحافظة.

تخريب وسرقات تعطل الشبكة
تشير مؤسسة كهرباء درعا إلى أن خط التوتر العالي “230” الواصل بين محطتي دير علي والشيخ مسكين تعرّض لعمليات سرقة تجاوزت 8,500 متر من الأسلاك، الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية وأدى إلى انقطاعات طويلة ومتكررة.

وأوضح المكتب الصحفي للمؤسسة أن الاعتداءات الأخيرة، ولا سيما خلال الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء، أثرت على استقرار الإمدادات الكهربائية في المنطقة، حيث تعتمد المحافظتان على خطوط مشتركة.

وأكد أن استمرار أعمال التخريب دفع الجهات المختصة إلى تكثيف الدوريات الأمنية في تلك المناطق، مع تكليف ورشات فنية بإصلاح الأعطال بشكل عاجل. وسُجّلت عدة حوادث طالت كابلات رئيسية وأعمدة نقل، ما تسبب بانقطاعات مفاجئة في مناطق واسعة.

أعطال فنية ونقص في المعدات
إلى جانب التخريب، تواجه الشبكة الكهربائية في درعا مشاكل ناتجة عن تآكل المعدات وضعف البنية التحتية، إضافة إلى نقص قطع الغيار اللازمة للصيانة. كما أن بعض المناطق تفتقر للحماية الأمنية الكافية، ما يسهل تكرار السرقات.

وتؤدي هذه الأعطال إلى انقطاع التيار لساعات طويلة وبشكل غير منتظم، الأمر الذي يوقف مضخات المياه ويخلق أزمات في توفير مياه الشرب. كما انعكس الوضع على عمل المستشفيات وجودة الخدمات الطبية، إضافة إلى تعطيل منشآت صناعية وتجارية، وارتفاع تكاليف تشغيل المولدات الخاصة التي لا يستطيع كثير من السكان تحملها.

إجراءات إسعافية وآمال بتحسن
وفي محاولة لتحسين الوضع، نفذت ورشة الطوارئ في قسم بصرى الشام أعمال صيانة شملت تبديل خط التوتر العالي بين محولة الفندق والطريق المؤدي إلى القلعة الأثرية، بعد خروجه عن الخدمة نتيجة تهالكه.

ورجحت مؤسسة كهرباء درعا أن تشهد المحافظة تحسناً نسبياً خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً مع توريد الغاز وتعزيز الحماية الأمنية لمنع الاعتداءات. ووفق تقديراتها، قد تصل ساعات التغذية إلى ما بين 8 و10 ساعات يومياً، وهو ما من شأنه أن يخفف معاناة المواطنين ويحسن أداء القطاعات الخدمية والصناعية.

كما اعتبرت المؤسسة أن المشاريع الجديدة الجاري تنفيذها بالتعاون مع شركاء دوليين تمثل فرصة مهمة للنهوض بقطاع الكهرباء في درعا، وإيجاد حلول أكثر استدامة للأزمة المستمرة.

اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.